اختُتمت مؤخرًا فعاليات النسخة السابعة من معرض أوتوميكانيكا الرياض 2025، والذي استضافه مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض برعاية كريمة من وزارة الاستثمار السعودية. واستمرت فعاليات المعرض من 28 حتى 30 أبريل، بمشاركة 34 دولة وأكثر من 39 شركة سعودية، ما يعكس الاهتمام المتزايد عالميًا بالحدث ومكانته كأبرز منصة إقليمية متخصصة في قطاع خدمات المركبات.
وشهد اليوم الأول من المعرض افتتاحًا رسميًا على يد السيد عجلان بن سعد العجلان، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، الذي قام بجولة تفقدية شملت عدداً من أجنحة العارضين الذين تجاوز عددهم 450 عارضًا. هذا العدد يمثل نموًا بنسبة 32% مقارنة بالعام الماضي، ويشمل حضورًا لافتًا من شركات سعودية جديدة، ما يدل على تسارع نمو السوق المحلي والثقة المتزايدة بالمعرض.
توسع لافت في المساحة والزوار
شهد المعرض هذا العام توسعًا ملحوظًا بنسبة 70% في المساحة مقارنة بدورة 2024، ليشغل خمس قاعات في مركز المعارض. واستقطب الحدث أكثر من 15 ألف زائر خلال الأيام الثلاثة، حيث تم استعراض أحدث المنتجات والخدمات في مجالات عدة، تشمل: قطع الغيار والأنظمة الإلكترونية والزيوت والإطارات والعناية بالمركبات والتشخيص والصيانة
كما استقطب المعرض نخبة متنوعة من الفاعلين في القطاع، منهم: تجار الجملة، الموزعون، المستوردون، المصدرون، بالإضافة إلى مالكي الورش ومراكز الصيانة وفنيي الكراجات.
أكاديمية أوتوميكانيكا: منصة معرفية للتوطين والابتكار
انطلقت بالتوازي فعاليات “أكاديمية أوتوميكانيكا الرياض” تحت شعار “التوطين والابتكار في خدمات المركبات”، والتي أصبحت عنصرًا أساسيًا من المعرض، إذ جمعت الخبراء والمختصين لمناقشة أحدث التوجهات والتحديات في سوق خدمات المركبات.
قدّمت الأكاديمية برنامجًا معرفيًا مكثفًا شمل أكثر من 50 جلسة وورشة عمل، ركزت على موضوعات محورية مثل: التوطين والابتكار والتحول الرقمي وسلاسل الإمداد المستدامة
وكما سلطت الجلسات على جهود المملكة في دعم صناعة المركبات، خاصة من خلال مشروع “مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات” الذي يعد ركيزة أساسية في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وتناولت جلسات المؤتمر التحول الجذري الذي يشهده قطاع السيارات في المملكة، مدفوعًا بطموحات رؤية 2030، لا سيما مع أن 63% من سكان المملكة تحت سن الثلاثين. ركزت النقاشات على كيفية بناء جيل جديد من المواهب القادرة على مواكبة تقنيات المركبات الكهربائية، والتنقل الذكي، والتشخيصات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
وشكلت هذه المحاور قلب النقاش في مؤتمر أكاديمية أوتوميكانيكا، حيث أكد الخبراء على أهمية الاستعداد المسبق لبناء قوة عاملة محلية تقود مستقبل قطاع التنقل في المملكة.
واستضاف المعرض كذلك اجتماعات استراتيجية جمعت كبار المتخصصين في مجال خدمات المركبات، بهدف وضع خارطة طريق لترسيخ مكانة السعودية والمنطقة كمركز عالمي في هذا القطاع الحيوي.
حيث تشير بيانات شركة “Statista” إلى أن المملكة تستحوذ على 50% من مبيعات السيارات في الشرق الأوسط، مع أكثر من 600 ألف سيارة جديدة تُباع سنويًا. وتسعى المملكة إلى إنتاج 700 ألف مركبة سنويًا خلال السنوات المقبلة، في إطار خططها الطموحة لتعزيز التصنيع المحلي. حبث تدعم رؤية 2030 مشاريع كبرى تهدف إلى توطين سلاسل القيمة في قطاع المركبات بنسبة 40%، وتشمل هذه المشاريع: مصنع لوسيد موتورز في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وشركة “سير” السعودية
وعلى المستوى الإقليمي كذلك، تُسهم دول مثل المغرب والإمارات في إعادة تشكيل مشهد الصناعة. فالمغرب ينتج أكثر من 700 ألف مركبة سنويًا للتصدير، ويطمح للوصول إلى مليون سيارة سنويًا بحلول عام 2025، فيما تحوّلت الإمارات إلى مركز محوري لخدمات ما بعد البيع وإعادة التصدير.
إشادات تنظيمية وطابع عالمي متزايد
أكد بلال البرماوي، الرئيس التنفيذي للشركة العربية الأولى لتنظيم المعارض، أن نسخة 2025 تجسّد النمو المتسارع للقطاع وتدعم التوجه نحو التوطين والابتكار. كما أشار علي حفني، مدير المعرض في “ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط”، إلى التنوع غير المسبوق في قائمة العارضين وبرنامج المؤتمرات هذا العام.
ويبرز الطابع العالمي للحدث بمشاركة سبعة أجنحة رسمية من دول: سنغافورة، كوريا الجنوبية، الصين، تركيا، تايوان، هونغ كونغ، وتايلاند، إلى جانب منطقتين مخصصتين لعارضين من إيطاليا والهند، حيث يُعد معرض أوتوميكانيكا الرياض النسخة السعودية من سلسلة معارض أوتوميكانيكا العالمية، التي تُصنّف كأكبر منصة تجارية دولية متخصصة في قطاع خدمات ما بعد البيع للسيارات.