تخطط شركة لوتس لإنهاء إنتاجها في المملكة المتحدة بعد أكثر من 70 عامًا، مما يُعرّض 1300 وظيفة للخطر، في أحدث ضربة تُوجه نحو صناعة السيارات في بريطانيا، يواجهها مصنع سيارات لوتس.
عانت شركة صناعة السيارات الرياضية البريطانية، التي تسيطر عليها شركة جيلي الصينية، من صعوبات في سداد مستحقات مورديها في الأسابيع الأخيرة، وفقًا لشخصين مطلعين على المناقشات، مما أدى إلى توقف الإنتاج مؤقتًا في مصنع هيثيل في نورفولك لمدة شهر تقريبًا.
مصنع سيارات لوتس يواجه لحظة مصيرية
في مايو 2025، توقفت عمليات إنتاج سيارة لوتس اميرا في مصنع سيارات لوتس التاريخي الذي يقع في نورفولك بالمملكة المتحدة لمدة شهر بعد أزمة مفاجئة في سلاسل التوريد وتراكم المخزون، بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية التي بلغت 27.5% على السيارات البريطانية الصادرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
توقف إنتاج أجدد سيارات لوتس في هذه المنشأة الصناعية الموجودة في بريطانيا لم يكن عابرًا، بل شكّل انطلاقة أزمة حقيقية لطراز يحمل إرثًا يمتد لعقود.
تسريبات عن نقل الإنتاج خارج بريطانيا
وفق تقرير صحفي، تسعى شركة لوتس (Lotus) البريطانية لنقل جزء كبير من عمليات التصنيع إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2026، تمهيدًا لتفادي الرسوم الأميركية الثقيلة التي فرضها الرئي الأمريكي ترامب. التحرك يشمل مصنعًا محتملًا تحت مظلة مصنع فولفو/ بولستار (Volvo/Polestar) في كارولينا الجنوبية، كون جميع هذه الشركات تحت مظلة شركة جيلي الصينية، بهدف إعادة توطين الإنتاج والتخفيف من أعباء التحويل الجمركي.
وفي بيان لصحيفة فاينانشال تايمز، قالت لوتس إنها أوقفت الإنتاج مؤقتًا منذ منتصف مايو لإدارة المخزونات وسط مشاكل في سلسلة التوريد تتعلق بالرسوم الجمركية الأمريكية. ورفضت الشركة ومات ويندل، رئيس لوتس كارز أوروبا، التعليق على ”شائعة“. كما رفضت جيلي التعليق أيضًا.
وصرح فنغ تشينغفنغ، الرئيس التنفيذي لشركة لوتس تكنولوجي المدرجة في بورصة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تمتلك حصة مسيطرة في الشركة البريطانية، للمستثمرين هذا الأسبوع أنها تريد تصنيع المزيد من السيارات في أمريكا ردًا على الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على واردات السيارات المصنعة في الخارج. وقد أوقفت الشركة شحنات سيارتها الرياضية ”لوتس اميرا” إلى السوق الأمريكي. وأضاف ”نعتقد أن التوطين خطة قابلة للتنفيذ“.
خسائر كبيرة… وإجراءات تقشفية
على الرغم من الابتعاد عن الإغلاق الفوري، تواجه لوتش ضائقة مالية حقيقية. فقد سجلت خسارة تشغيلية وصلت إلى 103 مليون دولار أمريكي في الربع الثاني من 2025، رغم تحسنها من خسارة 233 مليون في العام السابق. جاء ذلك بالتزامن مع قطع نحو 270 وظيفة في مصنع هيتيل وتحويل متجر Park Lane إلى مجموعة تجزئة لتخفيف النفقات.
للمحافظة على الإرث… محاولة لإعادة التوازن
رغم الضغوط والتغيّرات، تؤكّد لوتس التزامها التام ببريطانيا. وقد أثنت الحكومة على ذلك كجزء من استراتيجيتها الصناعية لدعم قطاع السيارات ومواجهة تبعات الرسوم الجمركية الأميركية . أما الشركة فترى أن الحل يكمن في إعادة الهيكلة واستكشاف شراكات استراتيجية لتحسين كفاءة المصنع دون الإلغاء.
سيناريو مستقبلي: ما بين التوطين والإرث
مستقبل مصنع سيارات لوتس ”هيتيل“ لا يزال في مهب الريح. ففي حال استمر النمو السلبي للطلب، قد تطبق لوتس استراتيجية التوطين التدريجي للخطوط الإنتاجية في الولايات المتحدة الأمريكية، مستفيدة من الامتيازات الحكومية الأميركية . ولكن ذلك لا يلغي أهمية المصنع البريطاني كمركز للبحث والتطوير والهندسة في الشركة.
الخلاصة: إرث بريطانيا في مواجهة السوق العالمية
- مصنع سيارات لوتس ”هيتيل“ يمر بأزمة مفصلية بعد 70 عامًا من الإنتاج المتواصل.
- تعرض الشركة لضغوط مالية وجمركية تطلبت تحوّلاً جذريًا في استراتيجيتها.
- الحكومة البريطانية تدخلت لحماية الوظائف والهوية الصناعية الوطنية للعالم.
- لوتس تؤكد أن المصنع سيستمر، لكنها تبحث عن حلول للتنافس عالميًا.
في النهاية، تجسّد قصة لوتس تحديًا حقيقيًا بين الرغبة في الحفاظ على التراث البريطاني، والضرورة الاقتصادية للتوسع العالمي. الأيام القادمة قد تحدد ما إذا كان المصنع سيواصل الرحلة على أرضها الأم، أم سنشهد بداية فصل جديد من الإنتاج خارج الحدود البريطانية.
قد يهمك: شاهد تجربتنا برفقة لوتس ايميا 2025 سيارة عائلية بقوة 905 حصان.