في تصريحٍ صادم نشرته هوندا مساء يوم أمس، أكّدت الشركة اليابانية أن الحزم الأخيرة من التعريفات الجمركية الأميركية ستقلّص أرباحها التشغيلية بأكثر من 650 مليار ين ياباني (نحو 4.4 مليار دولار أمريكي)، ما يعادل تقريبًا ربع أرباحها المتوقعة للعام المالي الذي سينتهي في مارس من عام 2026 القادم إن شاء الله.
هذا التحذير يأتي رغم نمو مبيعات سيارات هوندا السنوي بنسبة 6.2%، ليطرح تساؤلات حاسمة حول مستقبل استراتيجياتها في السوق الأميركي—ما مدى صمود حضورها العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية ثاني أكبر سوق للسيارات في العالم بعد السوق الصيني؟
التعريفات الأميركية ستدمر أرباح شركة هوندا في السوق الأمريكي
رصيد هوندا المالي: قفزة في المبيعات وتراجع في الأرباح
المبيعات السنوية، ارتفعت إيرادات هوندا إلى 21.69 تريليون ين (نحو 147 مليار دولار أمريكي) بفضل أداء قوي في قطاع الدراجات النارية والسيارات الهجينة، خصوصًا في الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
الأرباح التشغيلية، تراجعت إلى 835.8 مليار ين (نحو 5.6 مليار دولار أمريكي)، مقارنةً بـ 1.1 تريليون ين (نحو 7.46 مليار دولار أمريكي) في العام السابق، بانخفاض 24.5% يعكس ضغوطًا متزايدة على الهوامش الربحية.
وبالرغم من هذه الأرقام، ما زالت هوندا تُظهر قدرةً على تحقيق نمو في إجمالي المبيعات، بفضل تشكيلة تشهد إقبالًا متزايدًا على سيارات كهربائية وهجينة. لكن الضغوطات الجمركية تخفف من هذا الزخم، مُقلّصة الفارق بين الإيرادات وتكاليف الإنتاج.
التعريفات الأميركية فخ يبتلع الأرباح
- أعلنت هوندا أن تعريفات تصل إلى 25% على السيارات المستوردة من كندا والمكسيك—جزء من استراتيجية إدارة الرئيس الأميركي ترامب—ستُسجّل كخسارة استثنائية بواقع 650 مليار ين (نحو 4.41 مليار دولار أمريكي) في العام المقبل.
- مصدر الضربة، استهدف تعديل السياساتَ الجمركية استيراد السيارات والشاحنات الصغيرة، ما أجبر الشركات على إعادة حساب هوامش ربحها أو نقل الإنتاج محليًا.
- التدهور المتوقّع، تتوقع هوندا أن ينخفض صافي الربح للعام المالي 2026 بنسبة 70% إلى 250 مليار ين (نحو1.7 مليار دولار أمريكي)، بينما ستبلغ المبيعات نحو 20.3 تريليون ين (نحو 137 مليار دولار أمريكي).
هذا التحول يعني أن هوندا أمام خيارين رئيسيين:
- نقل مزيد من الإنتاج إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتفادي التعريفات الأميركية.
- الاستمرار في الاستيراد مقابل ضغوطٍ متزايدة على أرباح المستثمرين.
تعرف على ميزات وعيوب هوندا بايلوت جديدة مع تجربة قيادتنا المفصلة لها.
خطة التصدي بين الاستثمار المحلي وتطوير الكهرباء
أعلن الرئيس التنفيذي السيد توشيهيرو ميبي أن الشركة ستسرّع نقل بعض خطوط الإنتاج من اليابان إلى مصانعها في ألاباما وأوهايو في أمريكا، وهو ما قد يدعم نحو 10% من حجم الإنتاج الأميركي بحلول 2026. كما جدد التزامه بزيادة حصة السيارات الكهربائية في المحفظة، رغم تذبذب السياسات ودعم المنافسين المحليين لأدوات الوقود البديل.
وفي جانب البحث والتطوير، خصصت هوندا 1 تريليون ين إضافيًا (نحو 6.784 مليار دولار أمريكي) للابتكار في البطاريات، والهيدروجين، وتقنيات خفيفة الوزن تقلل من استهلاك الطاقة، تحت شعار ”التحول إلى التنقل النظيف مع حماية هوامشنا الربحية“.
بقرار رفع التعريفات الأميركية، وجّه الكونغرس صفعة قوية لشركة هوندا اليابانية، عابرةً حدود السياسة إلى مضمار الاقتصاد العالمي، 650 مليار ين ضربةٌ موجعة! وفي كل الأحوال، يبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح هوندا في قلب هذه الضغوط إلى فرصة لتعزيز مواقعها في السوق الأميركي والعالمي، أم أن أرباحها ستتبخّر أمام أقسى تحدٍ خارجي حتى الآن؟
قد يهمك: هوندا CR-V 2026 وأخيراً وفرت أبل كاربلاي لاسلكي في جميع الفئات.