في خطوة ذكية تُظهر قدرات تسلا التقنية التكيفية، أعلنت الشركة الأمريكية عن زيادة مدى المسافة التي تقطعها سيارات تسلا موديل 3 و تسلا موديل Y في السوق الصيني بمئات الكيلومترات، دون أن تغير أي شيء على بطارية هذه الطرازات الكهربائية بالكامل.
فمن خلال تحديث برمجي يُحسّن إدارة الطاقة ونظام التبريد، أصبحت سيارات موديل 3 Long‑Range AWD تُعلن عن مدى جديد يبلغ 467 ميلاً (حوالي 753 كم) بالشحنة الكهربائية الواحدة حسب معيار CLTC — أي بزيادة تصل إلى 25 ميلًا (40 كم) مقارنة بالسابق — دون أن يُكلف ذلك تحديث البطارية أو تغييرها.
سيارات تسلا موديل 3 و تسلا موديل Y في السوق الصيني تتحسن
تقنيات ذكية وسعر يُثير التساؤلات
هذا التحديث التقني يظهر إجادة تسلا في تحسين كفاءة الأداء عبر البرمجيات فقط. لكن المفاجأة لم تخلُ من التكلفة؛ حيث ارتفع سعر سيارة موديل 3 LR AWD جديدة في الصينية الصُنع بمقدار 1,400 دولار أمريكي أو ما يعادل 5,250 ريال سعودي، ليقترب الثمن من عتبة مبلغ 40,000 دولار أمريكي أو ما يعادل 150,000 ريال سعودي للنسخة الأمريكية المكافئة.
بالمقابل حافظت سيارة تسلا موديل Y LR AWD المصنوعة في الصين على نفس السعر، رغم أنها حصلت أيضًا على مد إضافي يصل إلى 471 ميلاً (حوالي 750 كم) — زيادة تُقدر بنحو 24 ميلاً (39 كم) عن السابق.
قد يهمك: صلابة الفولاذ تجعل من شاحنات تسلا سايبرتراك تتكدّس وتنتظر منقذها
دوافع تسلا وراء التحديث البرمجي الصامت
يمكن لهذه الإضافة أن تُقرأ على أنها محاولة من تسلا لإحياء زخم المبيعات المتراجع في الصين. فقد كشفت تقارير عدة عن تباطؤ نمو مبيعات الشركة مقارنة بالسوق المحلي الصيني، الذي يشهد طفرة في منافسيها الصينيين القادرين على تقديم سيارات كهربائية بنفس المدى بل وتستخدم تقنيات مثل الرادار والليدار، مع أسعار تنافسية وأجواء رفاهية أكثر، ما جعل اختيار المستهلك الصيني يميل نحو المحلي.
الصين كساحة اختبار وتحدّيات مستقبلية
جرى تنفيذ هذا التحديث في الصين أولًا، ومن هناك سيُقَدم لاحقًا على بقية الأسواق العالمية، بصيغة مماثلة. وبحسب المصادر، فإن وقت تسليم سيارات تسلا موديل 3 و تسلا موديل Y بعد التحديث أصبح بين أسبوع وأربعة أسابيع فقط — علامة على الطلب المستمر رغم التحديات.
إلا أن تسلا تواجه تحديات إضافية؛ فالإقبال على سيارات صينية جديدة مثل شاومي YU7، والتي تنتظر لأسابيع طويلة للتسليم، تشير إلى تغير تفضيلات السوق الذي أصبح يُقدّر ما يقدّمه المحليون من مزايا تقنية وسعرية.
هل يكفي ”كيلومترات إضافية“ لإعادة الحماس؟
زيادة مدى القيادة تُعد خطوة ذكية، لكن السؤال يبقى: هل ستغير هذه الزيادات الحدّ الأدنى في المصطلح ”DESIRED RANGE“ لدى المستهلك؟ ففي سوق سريع التغير، حيث تُقدم علامات مثل BYD مدى 400 كم بقوة شحن ضخمة تصل إلى 1 ميغاواط وسعر منافس، فإن عشرات الأميال الإضافية قد لا تكون كافية لجذب الانتباه.
خلاصة متوازنة: ابتكار يساعد ولكن ليس كافيًا
إذا كنت من عشاق تسلا، فإن هذه الترقية البرمجية قد تُعطيك دفعة ثقة إضافية، وتمكنك من قطع مشاوير أطول دون شحن متكرر. ولكن إذا كنت تقف على مفترق حُبّة التكنولوجيا والراحة والاقتصاد، فقد تجد أن سوق السيارات الكهربائية في الصين يتجاوز تسلا بتقديم بدائل مليئة بالميزات، المدى، والجاذبية السعرية.
ما رأيك؟ هل تكفي البرمجيات لإعادة الزخم لـ تسلا، أم أن الوقت قد حان للمنافسين الجدد لتقود المشهد الكهربائي؟ شاركنا رأيك وملاحظاتك!