نهاية التحالف الياباني الألماني… نيسان و مرسيدس بنز تغلقان مصنعهما المشترك

نيسان و مرسيدس بنز

قرار صادم في عالم صناعة السيارات: أعلنت شركتا نيسان و مرسيدس بنز رسميًا عن إغلاق مصنعهما المشترك في مدينة أغواسكالينتس بالمكسيك، بعد أقل من عقد على تأسيسه. المصنع الذي مثّل رمزًا للتعاون بين اليابان وألمانيا سيتوقف عن الإنتاج بالكامل بحلول منتصف عام 2026 إن شاء الله، ليطوي صفحة من الشراكات التي لم تحقق أهدافها كما كان مخططًا لها.

بعد استثمار مليار دولار نيسان و مرسيدس بنز تُسدلان الستار على مشروعهما في المكسيك!

مصنع نيسان و مرسيدس بنز

بداية طموحة ونهاية غير متوقعة

المصنع المعروف باسم COMPAS (اختصارًا لـ Cooperation Manufacturing Plant Aguascalientes) تأسس عام 2015 باستثمار ضخم بملغ مليار دولار أمريكي مناصفة بين نيسان ومرسيدس.

كان الهدف من إنشائه إنتاج سيارات متميزة لعلامتي إنفينيتي و مرسيدس بنز لتلبية الطلب في أمريكا الشمالية، مع وعود بخفض التكاليف وزيادة الكفاءة عبر الاستفادة من المنصات المشتركة.

وبالفعل، انطلق المصنع في عام 2017 بإنتاج سيارات إنفينيتي كيو إكس 50 (Infiniti QX50)، ثم توسّع لاحقًا ليشمل طرازات مرسيدس ايه كلاس (Mercedes A Class) و مرسيدس جي ال بي (Mercedes GLB). لكن السنوات اللاحقة حملت معها صعوبات كثيرة، من تباطؤ المبيعات إلى التغيرات السريعة في السوق نحو السيارات الكهربائية.

مصنع مرسيدس و نيسان

قرار الإغلاق خسارة مزدوجة للطرفين

انفينيتي-كيو-اكس-55

بحسب بيان الشركتين، سينتهي إنتاج سيارات إنفينيتي QX50 و إنفينيتي QX55 قبل نهاية شهر نوفمبر الحالي من عام 2025، بينما ستُنتج آخر سيارة مرسيدس GLB في شهر مايو من عام 2026 القادم، بعد ذلك، سيتوقف المصنع نهائيًا عن العمل.

انفنتي-كيو-اكس-50-

يُعتبر هذا الإغلاق جزءًا من خطة إعادة هيكلة شاملة تتبناها نيسان لتقليص تكاليف الإنتاج العالمي. ووفقًا للتقارير، تخطط الشركة اليابانية لتقليص عدد مصانعها من 13 إلى 7 مصانع فقط خلال السنوات المقبلة، وخفض إنتاجها السنوي إلى 2.5 مليون سيارة جديدة، مع تبسيط عمليات التصنيع وتقليص تنوع المنصات الهندسية.

أما بالنسبة لمرسيدس بنز، فقد قررت الشركة الألمانية التركيز على مصانعها في أوروبا والصين، مع توجه متزايد نحو التحول الكهربائي الكامل، ما جعل استمرار الإنتاج في المكسيك أقل جدوى اقتصادية.

مرسيدس GLB 2026

تحالف تلاشى بهدوء

الشراكة بين نيسان و مرسيدس بنز كانت في بدايتها تحمل وعودًا كبيرة، إذ تم توقيعها ضمن التحالف الواسع بين رينو–نيسان و دايملر، بهدف التعاون في تطوير المحركات والمنصات والإنتاج المشترك.

لكن مع مرور الوقت، تباينت أولويات الشركتين، خصوصًا بعد دخول صناعة السيارات مرحلة التحول الكهربائي السريع، نيسان ركّزت على تطوير الجيل الجديد من سيارة نيسان اريا الكهربائية، بينما دفعت مرسيدس استثماراتها نحو سلسلة سيارات مرسيدس EQ الكهربائية الفاخرة، ما جعل مشاريع التعاون التقليدية تفقد أهميتها تدريجيًا.

شاشات-مرسيدس-EQE

اليوم، يبدو أن قرار الإغلاق جاء بمثابة الاعتراف بأن التحالف لم يعد مجديًا من الناحية الاقتصادية أو التقنية، خصوصًا بعد تراجع مبيعات سيارات إنفينيتي الجديدة في أمريكا الشمالية خلال السنوات الأخيرة.

انعكاسات القرار على السوق العالمي

إغلاق مصنع سيارات COMPAS لا يعني فقط نهاية التعاون بين نيسان و مرسيدس بنز، بل يشير إلى تغير عميق في خريطة التصنيع العالمي، الشركات أصبحت تعيد تقييم مواقع الإنتاج في ضوء التحول إلى السيارات الكهربائية، وارتفاع تكاليف الشحن، وتقلب سلاسل التوريد العالمية.

فبدل الاعتماد على مصانع مشتركة بين علامات مختلفة، تميل الشركات الآن إلى التحكم الكامل في الإنتاج لتقليل المخاطر وتسهيل التحول إلى التقنيات الجديدة.

كما يُتوقع أن يعاد توظيف جزء من موظفي المصنع في مواقع إنتاج سيارات نيسان الأخرى في المكسيك، فيما ستنهي مرسيدس وجودها الإنتاجي هناك بعد انتهاء دورة طراز GLB.

مرسيدس جي ال بي

خلاصة عرب جي تي

قرار نيسان و مرسيدس بنز بإغلاق مصنعهما المشترك في المكسيك يمثل نهاية مرحلة من التعاون الصناعي التقليدي وبداية عهد جديد من التركيز على التكنولوجيا الكهربائية والاستدامة.

ما بدأ كشراكة واعدة لإنتاج سيارات فاخرة ومبتكرة، انتهى بخطوة إعادة هيكلة ضرورية تفرضها التحولات العميقة في صناعة السيارات العالمية.

المستقبل واضح: من يملك التقنية والمرونة هو من سيبقى في المنافسة، أما المشاريع المشتركة القديمة فمصيرها أن تُطوى صفحاتها تمامًا كما حدث مع مصنع COMPAS.

خلال هذا الشهر

إنضم لأكثر من 15 مليون متابع