في عالم السيارات الرياضية، قليل من الطرازات يحمل إرثًا عاطفيًا وجماهيرية قوية مثل تويوتا سوبرا و نيسان زد. لكن في مفاجأة صادمة لعشاق سوبرا، كشفت إحصائيات المبيعات للنصف الأول من عام 2025 عن تفوق كاسح لصالح سيارات نيسان زد جديدة، التي حققت مبيعات تفوق ثلاث مرات ما حققته تويوتا سوبرا في السوق الأمريكي، ثاني أكبر سوق للسيارات في العالم بعد السوق الصيني.
الأرقام لا تكذب، بل تحسم المعركة:
نيسان زد سجلت مبيعات بلغت 3,789 سيارة، مقابل 1,231 نسخة فقط من عدوتها تويوتا سوبرا، ما يُعد تراجعًا بنسبة تقارب 18% عن مبيعات العام السابق لسوبرا.
هذا الفارق الكبير لم يكن مجرد صدفة أو موجة مؤقتة، بل يعكس توجهًا واضحًا لدى المستهلكين نحو سيارة Z الجديدة، التي استطاعت أن تستعيد مجدها، وتخاطب عشاق القيادة بروحها الرياضية وهويتها الأصلية، لكن بأسلوب معاصر يناسب توقعات الجيل الحالي من عشاق الأداء.
قد يهمك: سيارة نيسان Z جديدة تخوض معركة ضد تويوتا سوبرا.
لماذا تفوّقت نيسان زد؟ السر في التوازن الذكي
نجاح Z لا يعود فقط إلى اسمها العريق، بل إلى ما تقدمه من قيمة مقابل السعر. السيارة تأتي بمحرك V6 مزدوج التيربو سعة 3.0 لتر، يولد قوة 400 حصان، مع قير يدوي أو قير أوتوماتيكي، ودفع خلفي للعجلات يعطي تجربة قيادة ممتعة وأصيلة. الأهم من ذلك، أن نيسان نجحت في الحفاظ على سعر تنافسي مقارنة بسيارة سوبرا، حيث تبدأ أسعار سيارات نيسان زد جديدة من حوالي 42,000 دولار أمريكي أو ما يعادل 157,500 ريال سعودي، بينما تتجاوز أسعار سوبرا 50,000 دولار أمريكي أو ما يعادل 187,500 ريال سعودي في بعض الفئات، خاصة النسخ التي تعتمد على محرك بي ام دبليو مع قير يدوي.
كما أن التصميم الجديد لـ Z جمع بين الحداثة والإرث، إذ استوحت نيسان خطوطها من أجيال Z القديمة مثل 240Z و 300ZX، ما منحها قبولًا بصريًا واسعًا لدى عشاق الكلاسيكيات، دون أن تكون قديمة المظهر. إنها سيارة تعبر عن هوية واضحة، وجرأة متقنة، وهذا ما يبحث عنه الكثير من المشتريين، خاصة في فئة الكوبيه الرياضية.
هل انتهى عصر سوبرا؟ تويوتا تراجع أوراقها
في المقابل، سوبرا رغم اسمها القوي، تواجه أزمة هوية في الجيل الحالي. كثير من النقاد والمحبين رأوا أن تويوتا بالغت في اعتمادها على تقنيات BMW، من المحرك إلى الشاسيه وحتى المقصورة الداخلية. هذا التعاون، ورغم قوته من الناحية الهندسية، أفقد سوبرا شيئًا من طابعها الياباني الخالص، الذي شكل جزءًا من أسطورتها في التسعينات.
ومع انخفاض المبيعات، أعلنت تويوتا رسميًا أن الجيل الحالي من سوبرا سينتهي في عام 2026، مع طرح إصدار نهائي يحمل اسم ”Final Edition“، يتوفر منه فقط 1,300 نسخة. ومن المتوقع أن يعود الجيل القادم بتغييرات أعمق، وقد نراه بمحرك جديد وهوية أكثر وضوحًا، خاصة في الأسواق اليابانية والأوروبية التي لا تزال تؤمن بسوبرا كرمز.
موستنج تراقب من القمة ومبيعاتها تثبت هيمنتها
رغم الصراع المشتعل بين سيارات نيسان زد و تويوتا سوبرا، لا تزال فورد موستنج تتربع على عرش السيارات الكوبيه الرياضية في أمريكا. فقد سجلت خلال نفس الفترة أكثر من 23,500 سيارة جديدة مباعة، وهو ما يفوق مبيعات Z و سوبرا مجتمعتين بعدة أضعاف. هذا لا يعني أن المنافسة اليابانية ضعيفة، بل تُظهر أن السوق لا يزال يعشق عضلات موستنج وسعرها المغري وتنوع خياراتها، خاصة في نسخة GT ذات الصوت الجهوري.
لكن نيسان زد، ورغم أنها لا تسعى لمنافسة الموستنج بشكل مباشر، فإنها تفرض نفسها كمنافس متجدد قادر على الاستحواذ على شريحة عشاق الأداء الخالص والتصميم الكلاسيكي الحديث.
خلاصة: نيسان Z تكتب فصلاً جديدًا في كتاب السيارات الرياضية
التفوق الساحق الذي حققته نيسان Z لا يعكس مجرد نجاح تسويقي، بل نجاح استراتيجي عميق في قراءة السوق وتقديم ما يبحث عنه عشاق القيادة الحقيقيين: سيارة ذات طابع مميز، أداء مذهل، وسعر عادل. أما تويوتا، فهي اليوم أمام تحدٍ كبير لاستعادة الثقة بجيل سوبرا القادم، بعد أن أصبحت في موقع الدفاع أمام Z، وموستنج في المقدمة.