أعلنت جنرال موتورز مساء يوم أمس بشكل مفاجئ تعليق مشروع ضخم لتصنيع خلايا الوقود الهيدروجينية من خلال محطة هيدروجين بقيمة 55 مليون دولار أمريكي بالشراكة مع شركة Piston Automotive في مبنى مساحته 292,550 قدمًا مربعًا كان جزءًا من أرض معرض الولاية القديمة في ديترويت.
الخطوة التي وصفها المتابعون بـ ”التوقف المؤقت لإعادة تقييم الجدوى“ فجّرت تساؤلات عن مستقبل الهيدروجين كوقود نظيف في ظل الصعوبات التقنية والسياسية المحيطة به.
تعليق مؤقت نفذته GM على مشروع محطة هيدروجين
طموحٌ عالي مع صعوبات واقعية
أُعلن في سبتمبر الماضي عن شراكة جنرال موتورز GM مع Piston Automotive لإنشاء مصنع متكامل لاختبار وإنتاج خلايا الوقود، في خطوة كان من المتوقع أن تدعم آلاف الوظائف وتسرّع من عملية الانتقال لطاقة الهيدروجين. لكن المشروع واجه منذ البداية تحديات تتعلق بـ :
- تكاليف الإنتاج المرتفعة للخلايا وتكاملها مع أنظمة السيارات.
- غياب بنية تحتية كافية لمحطات تعبئة الهيدروجين، مقارنة بشبكات الشحن الكهربائي المتنامية.
- تذبذب الأسواق والسياسات، بعد تضاؤل الحوافز الحكومية في بعض الولايات الأميركية لصالح السيارات الكهربائية التقليدية.
قد يهمك: شاهد تجربة قيادتنا الأولى برفقة سيارة هيدروجين.
دلائل على تباطؤ التوجه نحو سيارات الهيدروجين
منذ عامين، أعلنت شركات كبرى مثل تويوتا وهوندا عن خطط لإطلاق سيارات تعمل بخلايا الوقود، لكن معدلات الإنتاج والتبني ظلّت دون التوقعات. تقرير حديث أشار إلى أن تكاليف الإنتاج لا تزال 3 إلى 4 مرات أعلى من بطاريات السيارات الكهربائية التقليدية، ما يحتم على الشركات إعادة النظر في خططها الأولية. والأهم من ذلك، أن الإمدادات الآمنة من الهيدروجين الأخضر (المُنتَج عبر كهرباء متجددة) ما زالت محدودة عالميًا، مما يرفع الكلفة ويعرقل الجدوى الاقتصادية.
ماذا يعني تعليق المشروع؟
- إعادة النظر في الاستثمار على مشروع محطة هيدروجين، قد تعيد جنرال موتورز توجيه جزء من الـ 55 مليون دولار أمريكي نحو تعزيز منصّتها للسيارات الكهربائية بالبطاريات، حيث تراها أكثر أمانًا وعائدًا سريعًا على الاستثمار.
- تأجيل الوظائف والتنمية المحلية، توقف المشروع يعني تأخير توفير مئات الوظائف في ديترويت، وهو ما قد يؤثر على الانتعاش الاقتصادي للمنطقة التي لطالما كانت معقل صناعة السيارات الأميركية.
- إشارة للشركات الأخرى، قرار GM قد يدفع منافسيها إلى تقييم مشاريعهم الهيدروجينية، وربما إعادة ترتيب أولويات البحث والتطوير لفترات أقصر أو بموازنة تكلفة/فائدة أوضح.
القادم بخطوات محسوبة
يؤكد متحدث باسم جنرال موتورز أن ”التعليق مؤقت“ وأنهم في مرحلة ”تقييم شامل“ تشمل؛ تحليل تكاليف الإنتاج، وجدوى سلسلة التوريد، وأفضل مواقعٍ بديلة للمصنع. وتخطط الشركة الأمريكية لاختبارات إضافية خلال الربع الثالث من 2025، على أن تتخذ القرار النهائي حول استئناف المشروع أو تحويله إلى مركز أبحاث خلية الوقود.
خلاصة
بوقف مشروع محطة هيدروجين في ديترويت، ترسل جنرال موتورز رسالة واضحة: ”الأولوية اليوم للجدوى الاقتصادية والطرائق المثبتة“ في صناعة النقل النظيف. وعلى الرغم من الدعم السياسي المتذبذب للتكنولوجيا، يظل الهيدروجين أحد أبرز الخيارات على المدى الطويل، لكن الطريق إليه سيكون أطول وأقل استقامة مما ظنّ البعض. في نهاية المطاف، سيحسم السوق وميزانيات الشركات مدى قدرة خلايا الوقود على المنافسة الحقيقية مع البطاريات الكهربائية.
تعرف على أول سيارة كهربائية في العالم لا تحتاج إلى شحن كونها تعتمد على تقنية متطورة.