يسلّط تقريرًا صحفياً نشره Handelsblatt الضوء على اعتراف صادم لمسؤول كبير في مرسيدس بأن جي كلاس الكهربائية التي تحمل اسم مرسيدس G580 EQ باتت ”كأنها صخرة ثقيلة جالسة عند الوكلاء … إنّها فشل ذريع بالكامل“!
هذا الاعتراف لا يأتي من فراغ، بل في ظل أرقام مبيعات مخيبة تشير إلى أنّ الشركة الألمانية لم تحقّق سوى 1,450 نسخة تم بيعها من النسخة الكهربائية بالكامل من طراز مرسيدس جي كلاس 2025 حتى نهاية أبريل 2025، مقابل نحو 9,700 سيارة جي كلاس جديدة تقليدية عاملة بمحركات البترول خلال نفس الفترة. ولعلّ هذه الفجوة الكبيرة (بنسبة سبعة إلى واحد) تلخّص مدى رفض السوق لهذه النسخة الكهربائية الفخمة.
تصريحات صادمة حول جي كلاس الكهربائية
ذكرت صحيفة Handelsblatt الألمانية النقاب عن هذا التصريح الموجع: قال أحد مسؤولي مرسيدس (فضّل عدم ذكر اسمه) ببساطة:
”السيارة جالسة عند الوكلاء وكأنها صخرة … إنّها فشل ذريع“.
وقد أكّد مدير آخر للعلامة على أنّ جي كلاس الكهربائية تندرج ضمن فئة ”نموذجٍ محدود“، ومبيعاتها ”منخفضة جدًا“. هذه الصراحة النادرة من شركةٍ صُنفت طرازها التقليدي مرسيدس G-Class على أنّه واحدٌ من أكثر سيارات الدفع الرباعي مبيعًا ونجاحًا، مما يوثق حجم الصدمة داخل أروقة مرسيدس.
السعر والفوارق التشغيلية … أسباب الرفض
السعر الفاحش
تُعد مرسيدس G-Class 2025 بنسختها الكهربائية أغلى بكثير من نظيراتها التي تعمل بالمحركات الاحتراقية؛ إذ يبدأ سعر G580 EQ الكهربائية في أوروبا من نحو 180,000 يورو، مقابل أقل من 140,000 يورو للنسخة التقليدية مرسيدس G500 بنفس مستوى التجهيزات تقريبًا. وهذا يزيد العبء على المشترين المحتملين، خاصة في ظلّ أزمة التضخّم وتكاليف الحياة المرتفعة.
قد يهمك: درفت على متن الدبابة سيارة مرسيدس G Class 2025 الكهربائية.
ضعف قدرة التحميل والسحب
على عكس النسخ الاحتراقية التي تتميّز بقدرة جرّ تصل إلى 3,500 كغم في بعض الطرازات، تقتصر قدرة سيارة مرسيدس G580 EQ الكهربائية على جرّ نحو 415 كغم فقط (وفق بيانات الوكيل الأوروبي)، مما يجعلها أقلّ فعاليّة للسحب ونقل الأمتعة الثقيلة – وهي نقطة جوهرية كانت دومًا لصالح مرسيدس جي كلاس كسيارة خارجة عن المألوف قادرة على جرّ المقطورات الثقيلة.
الوزن الثقيل ونطاق القيادة المحدود
يزن الطراز الكهربائي 3,085 كغم، أي أكثر بحوالي 600 إلى 700 كغم من النسخة العاملة بالمحرك V8. هذا الثقل الكبير ينعكس سلبًا على مدى القيادة؛ حيث بلغت تقديرات وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) نحو 385 كلم (239 ميلًا) لكل شحنة كاملة، مقارنةً بـ حوالي 510 كلم للنسخ الكهربائية المنافسة في الفئة نفسها. وفي الجبال أو الطرق الوعرة، تتراجع المسافة المقطوعة إلى ما دون 300 كلم.
يريدون G-Class حقيقية … صدمة التجديد
عبّر مسؤول آخر في مرسيدس بعباراتٍ أكثر صراحة:
”الناس يريدون G-Class حقيقية … بمحرك 8 سلندر“.
هذا التعليق يوضح أن جمهور G-Class لا يبتغي فخامة الصورة فحسب، بل يبحث عن شعور العضلات الحقيقية والانبعاث الصوتي العميق لمحركات V8.
مستقبل مشرق؟ صغيرة جي كلاس قد يعيد التوازن
حتى مع هذا الإخفاق، لا يستسلم المهندسون داخل مرسيدس. إذ أفادت تقارير أنّ الشركة تدرس إطلاق نسخة مصغرة كهربائية تُعرف باسم ”Baby G“ عام 2027، وقد لا تبقى حصرية كهربائية إذا استمرّت المبيعات في التراجع. يُحتَمل أن تزود هذه النسخة صغيرة الحجم بمحرك احتراق داخلي ثنائي التوربو كخيارٍ إضافي إلى جانب النسخة الكهربائية، بهدف جذب شرائح أوسع من المشترين.
الخلاصة:
تُذكّرنا قصة جي كلاس الكهربائية بأنّه ليس كلّ ما يلمع “كهربائياً” يحقق نجاحًا فوريًا. فالعلامة التجارية القوية والإرث الطويل في فئة سيارات SUV لا يكفيان إن لم يُلبَّ الطلب على الأداء الحقيقي والقدرة الميدانية. وبينما تستمر مرسيدس في العمل على منتجاتٍ كهربائية مستقبلية، تبقى المشكلة قائمة: هل يرضى عاشقو G-Class بالسيارة الصامتة الثقيلة إذا كانت تفتقر إلى روح المحرك العضلي؟
نود تذكيرك: تجربة سيارة G Class الكهربائية مع المدير التنفيذي لـ شركة مرسيدس.