سنستعرض معكم مشكلة ربما لم يفكر بها الكثير منكم وهي عدم قدرة مسّاحة زجاج خلفية على تنظيف زجاج السيارات الخلفي بشكل كافي، وهذا بالتحديد يعتبر متطلب ضمن فئة مركبات SUV عائلية التي تحتاج إلى عمل هذا الجزء من السيارة لكي يتمكن السائق من الرؤية بوضوح أكثر.
ضمن مقالة طريفة وساخرة تساءلنا فيها عن السيارات التي تبدو وكأنّها تنافس بعضها في أصغر مسّاحة زجاج خلفية (Rear Wiper) في العالم، تقوم بتنظيف الزجاج الخلفي في سيارات SUV، لنكشف لكم كيف تسبّب صغر حجم المسّاحة الخلفية بحالة من الإحراج لعدة سيارات كبيرة؟
أين توجد أسوأ مسّاحة زجاج خلفية في سيارات عائلية
دعونا نستعرض أبرز الأمثلة والسبب وراء انتشار ظاهرة أصغر مسّاحة زجاج خلفية، بالإضافة إلى بعض الحلول الذكية التي اعتمدتها شركات أخرى لتجنبها.
هوندا برولوج و شفروليه بليزر EV: مثالٌ مضحكٌ على ضيق المسّاحة
عندما ينظر المرء إلى هوندا برولوج من الخلف، يظنّ أنّ ما أمامه سيارةٌ صغيرة الحجم، لكن المفاجأة تكمن في وجود مسّاحة خلفية بالكاد تخدش مساحة صغيرة من الزجاج. يبلغ طول شفرة الممسحة في برولوج بضع إنشات فقط، ما يجعلها فعليًّا غير قادرة على تنظيف مساحة واسعة من النافذة في حال هطول المطر أو رذاذ الطين. والأمر نفسه ينطبق على شقيقتها الكهربائية شفروليه بليزر EV، التي وُضعت على نفس القاعدة الهندسية المنصة لذا صادفها نفس ”المأزق“ في تصميم الزجاج الخلفي وموضع المسّاحة.
سبب هذا التصميم يعود إلى ارتفاع خط حزام الأبواب (Beltline) وضيق فتحة الزجاج الخلفي، حيث يصطدم الممسحة المتوسطة بالجناح العلوي إن زادت طولًا. ولذلك لجأت الشركتان إلى اختيار مسّاحة صغيرة منخفضة، تكاد تكون للإشارة فقط، ما أثار تعليقات ساخرة ووصفها بأنها لا تؤدي وظيفتها العملية بالشكل المطلوب.
جيب جراند شيروكي L و جيب واجونير و فورد يرونكو سبورت : أقصى درجات ”الحزن“
لم يكن الأمر مقتصرًا على هوندا وشفروليه؛ بل نجد أمثلة أخرى في فئة الـ سيارات SUV الكبيرة، مثل جيب جراند شيروكي L و واجونير. تلك السيارات العائلية الضخمة ذات النوافذ الخلفية الرحبة، لكنها تمتلك مسّاحات خلفية صغيرة وضئيلة، تستهدف ”ما تبقّى“ فقط من الزجاج بالقرب من الحافة السفلية. والنتيجة أن تنظيف الزجاج يصبح مقصورًا على مساحة ضيِّقة، مما يُثير استغراب وامتعاض السائقين. كما لحقت بهما فورد برونكو سبورت ذات التصميم الرياضي، فبدت مسّاحتها الخلفية قصيرة للغاية بالنسبة لحجم السيارة ومهمتها التنظيرية.
عندما ترتفع الأوساخ أو الثلج إلى منتصف النافذة، يتعذّر على الممسحة الصغيرة أداء عملها؛ ما يضطر السائق إلى الوقوف وتنظيف الزجاج يدويًّا. الأمر الذي يكشف عن غياب الابتكار في تصميم قسم بسيط يُفترض أن يراعي الراحة والأمان أولًا.
قد يهمك: تعرف على الاختلاف بين فئات سيارات جيب جراند شيروكي.
الحلول الذكية … كيف تخلّصت هيونداي وكيا من المحنة؟
ليست كلّ السيارات تقدّم نماذج ”حزينة“؛ إذ لجأت شركتان كوريّتان إلى حلّ عملي وأنيق. ففي هيونداي توسان و كيا سبورتاج الجديدتين، جُهِّزت المسّاحات الخلفية بمفصلةٍ عليا مخفية خلف السبويلر العلوي (Spoiler-mounted wiper). هذا التصميم يجعل المسّاحة مرئية فقط عند تشغيلها، وهي تنزلق أسفل الجناح الخلفي عند عدم الاستخدام، فتختفي تمامًا ولا تُشوه الواجهة، مع الاحتفاظ بفعالية تنظيف الزجاج بكامل ارتفاعه. خطوة صغيرة في التنفيذ، لكنها أحدثت فارقًا كبيرًا في مظهر ووظيفة هاتين السيارتين.
خلاصة وتغيير في نظرة التصميم
تثبت هذه الأمثلة أن مسّاحة الزجاج الخلفي ليست مجرد عنصر ثانوي في التصميم – بل هي عنصر عملي يساعد على الحفاظ على وضوح الرؤية والأمان. حين يتجاهل المصممون حجم الزجاج وموقع الجناح الخلفي للسيارة، قد ينتهي الأمر بظهور ممسحة ”كرتونية“ لا تستحق الاسم. ولكن مع حلول بسيطة مثل التثبيت أعلى الزجاج أسفل الجناح، يمكن الجمع بين الشكل الأنيق والأداء الوظيفي المطلوب.
ختامًا، إذا صادفت أحد هذه الطرازات ذات ”الممسحة الحزينة“ في رحلاتك القادمة، فأخبرنا رأيك: هل واجهتك مشكلة تنظيف الزجاج الخلفي؟ وهل تفضّل فكرة المسّاحة الخفية خلف الجناح؟ شاركنا بتجربتك واقتراحاتك لتحسين هذا الجانب البسيط الذي لا يقل أهمية عن أي مكوِّن آخر في السيارة.
