كشف العميد الدكتور حسن سهيل السويدي مدير مركز شرطة الموانئ في دبي، أن دورية بحرية (قارب) تحمل اسم “هداد” ذاتية القيادة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي ستنضم للعمل مع الدرويات البحرية خلال الشهر القادم، وكان الظهور الأول لدورية هداد التي تم صنعها من قبل كوادر إماراتية خلال فعاليات القمة الشرطية العالمية التي أقيمت بدبي.
وجاء ذلك في تصريحات السويدي لصحيفة الإمارات اليوم الحكومية، حيث تحدث عن تطبيق تقنيات وأجهزة متقدمة في مجال البحث والإنقاذ البحري وتشمل هذه التقنيات غواصة ذكية ذاتية التشغيل قادرة على مسح قاع البحر في المناطق التي يصعب على الغواصين الوصول إليها، بهدف العثور على الأشخاص العالقين أو الغرقى وانتشال الجثامين.
وأشار إلى أن شرطة دبي تواصل السعي نحو تحديث معدات وأنظمة الإنقاذ لتعزيز إمكانات فريق العمل البشري، الذي يتميز بخبرات عالية، وتشمل هذه التجهيزات دراجة مائية كهربائية وسيارات متخصصة لعبور الوديان، يتم تشغيلها من قبل فريق متخصص في التعامل مع حوادث الممرات المائية السريعة، وفي هذا السياق، أوضح العقيد علي عبدالله النقبي، نائب مدير المركز أن القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، يولي اهتماما كبيرا بتطوير قدرات ما يطلق عليه “المنقذ الشامل”، وهو الفرد الذي يتقن جميع مهام الإنقاذ البحري، إلى جانب تقديم الإسعافات الأولية وضمان التغطية الأمنية.
وفي التفاصيل، أوضح العميد الدكتور حسن سهيل السويدي أن مركز شرطة الموانئ يولي اهتمامًا دائما بتحديث المعدات والأنظمة المستخدمة في مهام الأمن والإنقاذ، سواء في العمليات البحرية أو خلال التعامل مع تدفق الأودية أثناء هطول الأمطار.
وأضاف أن المعدات المتطورة تتضمن طائرات مسيرة (درون) تستخدم لمسح مناطق البلاغات، مما يسهم في تسريع وتسهيل عمليات البحث والإنقاذ، كما تشمل غواصة ذكية قادرة على مسح قاع البحر بدقة، خاصة في المواقع التي يصعب على الغواصين البشريين الوصول إليها نتيجة ضعف الرؤية أو قوة التيارات البحرية.
وأشار إلى أن بعض الظروف قد تشكل خطرًا على سلامة الغواصين البشر، مما يجعل استخدام الغواصة الذكية خيارا أمثل في عمليات البحث، فهي تستخدم لتحديد مواقع الضحايا، سواء كانوا عالقين في الأعماق، أو للمساعدة في انتشال الجثامين بأمان وكفاءة.
وبين أنه بمجرد أن تقوم الغواصة بتحديد موقع الشخص المستهدف، يمكن للغواصين البشريين اختيار المعدات الملائمة لإجراء عملية الإنقاذ أو انتشال الجثمان، ويتم متابعة الغواصين عبر كاميرات مراقبة دقيقة، حيث يزودون بالتعليمات الضرورية لضمان تنفيذ العملية بأعلى مستويات الكفاءة والسلامة.
وذكر العميد السويدي أن المركز يعتمد على استخدام الماسح الذكي أو الغواصة منذ ابتكارها، مع الحرص على تطويرها وتحديثها بشكل مستمر، هذا التحديث المستمر يساهم في تقليص مدة عمليات البحث، مما يعزز من سرعة الاستجابة وكفاءة الأداء.
وأضاف أن شرطة دبي ستعمل قريبا على إدخال دورية أو قارب”هداد” إلى الخدمة، حيث يعد هذا القارب إضافة نوعية في تعزيز حماية الشواطئ وضمان سلامة مرتادي البحر، فضلا عن دوره في رصد المخالفات والتجاوزات البحرية بفعالية.
وأوضح أن قارب “هداد” مجهز بأنظمة تصوير متطورة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تقنية التعرف إلى الوجوه، مما يعزز فرص تحديد هوية الأشخاص الذين يتم العثور عليهم في البحر أو أولئك الذين يتعرضون للغرق، كما يتميز القارب بخاصية التحليل المرئي التي تتيح مراقبة الزوارق والوسائل البحرية الأخرى، حيث يمكنه قراءة لوحاتها بدقة، ورصد المخالفات أو انتهاء صلاحية التراخيص، مع إرسال إشعارات فورية بذلك، ويتم كل ذلك باستخدام تقنية مراقبة مخفية لا يمكن ملاحظتها، مما يرفع كفاءة الأداء الأمني.
وأشار العميد السويدي إلى أن قارب “هداد الذكي” يساهم في تقليل انبعاثات الكربون بنحو 5572 طنا من ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بالدوريات البحرية التقليدية، بفضل عمله بالطاقة الكهربائية بالكامل، ومن المقرر أن ينضم هذا القارب إلى أسطول دوريات شرطة دبي البحرية في شهر ديسمبر المقبل، كما أكد أن العمل جار على تطوير نسخة أكثر تقدما من الزورق، تتضمن آليات إنقاذ حديثة وتقنيات مبتكرة تساعد على التفاعل المباشر والتدخل السريع في الحوادث البحرية.