من خلال متابعتنا لكأس العالم حالنا كحال اكثر من مليار متابع حول العالم كان لافتاً للنظر حجم و ضخامة الاستثمار الاعلامي الذي وضعه الصانع الكوري هيونداي في رعاية هذا الحدث الرياضي الأهم عالمياً، سواء من حيث التواجد على الارض في الميادين والملاعب أو من خلال البث الفضائي او حتى عبر الانترنت.
نشأت العلاقة بين هيونداي والفيفا قبل 15 عاماً، حيث بدأت فصول العلاقة عام 1999 عندما وقع الطرفين عقد رعاية لـ 13 فعالية عالمية منظمة من قبل الفيفا كان من اهمها عقد رعاية كأس العالم عام 2002 الذي أقيم في المانيا، وكأس العالم عام 2006 الذي اقيم في كوريا واليابان.
وبمجرد نهاية كأس العالم و في عام 2007، قرر الصانع الكوري إجراء بعض التغييرات على رعايته مع الفيفا بعد دراسة مستفيضة للنتائج التي حصلت عبر السنين الماضية ليتحول عقد الرعاية إلى عقد شراكة حصرية ولتتطور العلاقة بين المنظمتين إلى مرحلة ومستوى أعلى، تصبح من خلالها هيونداي الشريك الوحيد حتى عام 2022 لجميع فعاليات الفيفا العالمية.
وخلال السنوات الماضية كان لنا العديد من اللقائات مع كبار موظفي ومدراء الشركة حيث أوضح لنا مدراء هيونداي الفائدة الكبرى من علاقة الشراكة مع الفيفا، خاصة وأن مثل هذه الشراكات تكون مكلفة ومعقدة بشكل كبير، وانتهت تساؤلاتنا بدعوة من شركة جمعة الماجد الوكيل الحصري لسيارات هيونداي وكيا في الامارات العربية المتحدة للوقوف على أرض الحدث و الاطلاع على قوة الشراكة من أرض البرازيل، حيث كان لزميلنا (مصعب شعشاعة) شرف هذه التجربة المميزة.
في البداية وصل فريقنا الى مدينة ساو باولو مع مجموعة كبيرة من الأشخاص المدعوين من حول العالم لخوص تجربة كأس العالم مثلنا تماما، ومن ساو باولو العاصمة الاقتصادية للبرازيل انتقلنا الى عاصمة الامازون وتحديدا مدينة مناوس في أقصى شمال البرازيل والتي تبعد أكثر من 4 ساعات عن ساو باولو.
منذ وصولنا إلى مدينة مناوس لمسنا نجاح هيونداي في تحقيق الهدف الرئيسي من حملتها، وهو أن تكون أقرب إلى جمهورها المستهدف، وأي طريقة أفضل لتحقيق ذلك من الرياضة الاكثر شهرة وانتشارا وشغفا في العالم؛ كرة القدم.
فقد أقامت هيونداي العديد من الفعاليات على الارض لتسجل حضورها في مختلف المحافل، نذكر منها على عجالة جائزة هيونداي لأفضل لاعب، وساحات هيونداي للتسلية والتي تكون عادة في محيط الملاعب وتحتوي على شاشات عملاقة لمشاهدة المباريات بشكل مباشر، بالإضافة إلى مسابقة مشجع المبارة الأروع حيث تقوم هيونداي باختيار واحد من الجمهور وتعطيه جائزة مقابل متابعته للمبارة، وبالتأكيد غيرها الكثير من المسابقات المحيطة بالملاعب والتي تعطي الجمهور فرصة ليكون أكثر قرباً من العلامة التجارية ومن الطرازات المطروحة.
ومن جهة أخرى سيطرت هيونداي وكيا على الناحية التنظيمية، فبوصفها الناقل الرسمي للفيفا تم الاعتماد على سيارات وباصات هيونداي وكيا لتأمين جميع المواصلات والتنقلات المستخدمة لكأس العالم، فاستخدمت الشركة اكثر من 727 سيارة للتنقلات وأكثر من 2,800 باص لتقل الزوار والفرق والطواقم التحكيمية، وفي لمسة طريفة تم تزيين وترتيب باصات الفرق الـ 32 باعلامها ليحمل كل باص طابعه الخاص.
وتعليقاً على الزيارة قال زميلنا مصعب : “كانت تجربة مذهلة بكل معنى الكلمة، ووضحت لنا كيف أن شراكة من مثل هذا النوع تستطيع تغيير مستقبل الشركة وعلامتها التجارية بالكامل، وعلى مستوى سريع وعالمي، وكيف أن مثل هذه الشراكات تسرع من نجاح العلامة تجارية وتختصر عليها مراحل صعبة من التسويق التقليدي”.
وبالفعل عزيزي القارئ فإن الطريقة التي اختارتها هيونداي كانت بعيدة كل البعد عن التقليدية وأقرب إلى الناس وأكثر تفاعلا بصورة جعلت جميع النقاد والعاملين في قطاع السيارات يقرون ببعد نظر الصانع الكوري.