كشف تقرير للجنة التحقيق في حوادث الطيران المدني في إسبانيا أن طائرة تابعة لشركة “لوفتهانزا” الألمانية، حلّقت لمدة 10 دقائق دون إشراف من أي طيار أثناء رحلة من فرانكفورت إلى إشبيلية، وذلك بعد تعرّض مساعد الطيار لوعكة صحية مفاجئة بينما كان الطيار الأساسي في الحمام (مرحاض الطائرة).
حيث جاء في تقرير هيئة التحقيق في الحوادث الإسبانية أن الواقعة حدثت العام الماضي على متن طائرة من طراز Airbus A321، تقلّ 199 راكبًا و6 من أفراد الطاقم، وكانت تحلق فوق شبه الجزيرة الأيبيرية عندما غادر الكابتن قمرة القيادة لاستخدام دورة المياه. وخلال ذلك، أصيب مساعد الطيار، البالغ من العمر 38 عامًا، بـ”إعياء مفاجئ وشديد”، مما تسبب في فقدانه القدرة على التحكم بالطائرة أو الاستجابة للنداءات.
وأشارت التحقيقات إلى أن الطائرة استمرت في التحليق بوضعية الطيار الآلي لمدة 10 دقائق دون رقابة بشرية، وحاول الكابتن العودة إلى قمرة القيادة عدة مرات باستخدام الرمز السري، لكن عدم استجابة مساعد الطيار من الداخل حال دون فتح الباب. وتم استخدام الرمز الطارئ لفتح القمرة، غير أن مساعد الطيار استعاد وعيه مؤقتًا وفتح الباب قبل انتهاء المهلة.
عند دخول الكابتن، لاحظ أن مساعده كان شاحب الوجه، يتصبب عرقًا ويتصرف بغرابة وعلى الفور، قدّم له أحد أفراد الطاقم الإسعافات الأولية بمساعدة طبيب كان بين الركاب، والذي اشتبه في وجود مشكلة قلبية.
وأكد التقرير أن فقدان الوعي كان ناتجًا عن حالة عصبية غير مشخصة سابقًا، ولم تظهر خلال الفحوصات الطبية الروتينية، وخلال فقدانه للوعي ضغط مساعد الطيار عن غير قصد على بعض المفاتيح، ما تسبب في انحراف طفيف بمسار الطائرة، تمت معالجته تلقائيًا من قبل نظام الطيار الآلي.
قرر الكابتن تحويل مسار الرحلة إلى مطار “أدولفو سواريز مدريد باراخاس”، حيث هبطت الطائرة بأمان بعد حوالي 20 دقيقة من الحادث.
وبناءً على نتائج التحقيق، تم تعليق الشهادة الطبية لمساعد الطيار، وهي وثيقة تُثبت لياقته الطبية للطيران، لحين إجراء المزيد من الفحوصات، وأوضح التقرير أن الحالة الصحية لمساعد الطيار تُعد غير مؤهّلة لمزاولة مهام الطيران، إلا في حال خضوعه لعلاج ومراقبة طبية دقيقة.