Search
Close this search box.

ما رأيك في شاشات سيارات اليوم ؟ هل حقاً تؤثر على تركيز السائقين؟

شاشات سيارات جديدة حسنات ومساوئ

يكثر الجدل عن شاشات سيارات اليوم وتتعرض للكثير من الانتقادات حيث يرى البعض أن عدد الشاشات أصبح مبالغاً فيه وأن حجم الشاشات أصبح أكبر من اللازم كما يقول البعض أن قوائم الشاشات وبرامجها أصبحت معقدة وصعبة التشغيل كما أنها قد تاشتت انتباه السائق، ولكن في المقابل يرى آخرون أن شاشات السيارة هي أفضل بكثير من الأزرار ومفاتيح التحكم وأقل تعقيداً وأسهل في الاستخدام.

وفي الحقيقة فإن كلا الفريقين يقدم حجماً مقنعة ويعتمد على عدد من الدراسات العلمية التي تدعم وجهة نظره  لذلك قررنا أن نستعرض معاً في هذا المقال ميزات وعيوب شاشات سيارات اليوم ونناقش صحة ما يقوله المؤيدون والمعارضون لهذه التقنية، والتي أصبحت – شئنا أم أبينا – واحدة من المواصفات الأساسية في السيارات والتي لا نتخيل أن تخلو سيارة منها ، ولو كمواصفة إضافية .

شاشات سيارات اليوم مضارها وفوائدها (4)

الحفاظ على السلامة

هذه واحدة من أهم وأكثر الانتقادات التي يتم توجيهها لشاشات السيارات ، حيث يقول المعارضون أن استخدام الشاشات أقل أماناً من استخدام المفاتيح وأزرار التحكم التقليدية ، ويدعم هذا الرأي دراسة أجرتها مجلة vibilagare السويدية المختصة في السيارات ونشرت نتائجها شهر أكتوبر الماضي ، حيث خلصت الدراسة إلى أن السائقين يحتاجون إلى وقت أكثر لإنجاز مهمات أساسية عند استخدام الشاشات مقارنة بأزرار التحكم التقليدية ، ويعني هذا بالطبع أنهم سيقطعون مسافة أطول دون أن يكون تركيزهم منصباً على القيادة .

ولكن في المقابل يقول المؤيدون لشاشات السيارات أن الدراسة لم تكن علمية بدرجة كافية ، أو على الأقل لم تقدمها المجلة كدراسة علمية ، حيث تصف المجلة تجربتها على النحو التالي :

“جمعت المجلة 11 سيارة حديثة من شركات مختلفة في أحد المطارات وقاست الوقت الذي يحتاجه السائق لأداء عدد من الهمات البسيطة مثل تغيير قناة الراديو أو تغيير درجة حرارة التبريد ، وفي نفس الوقت تم إحضار سيارة فولفو قديمة يبلغ عمرها 17 عاماً لا تحتوي على شاشة لأغراض المقارنة ، وتم إجراء الاختبار بينما تقاد السيارات على سرعة 110 كم/س ” .

شاشات سيارات تسلا

وكما تلاحظ عزيزي القارئ فإن التجربة تثير الكثير من التساؤلات ، فعلى سبيل المثال كم سائقاً شارك في التجربة وكما كانت أعمارهم  وكيف تم اختيارهم وكم هو الوقت الذي أمضاه كل منهم في التعرف على السيارة التي قادها.

الإجابة على هذه الأسئلة قد تؤثر – سلباً أو إيجاباً – على مصداقية هذه الدراسة ومدى ثبوتها كدراسة علمية حقيقية وليس مجرد تجربة اجتماعية ، وكما قد تذكر عزيزي القارئ فقد أجرى فريق عرب جي تي عدداً كبيراً من التجارب على مواصفات السيارات حتى أننا قدمنا برنامجاً مخصصاً لتجارب السيارات ، وهو برنامج ” خاينا نجرب” ولكننا لم نقدمه كدراسة علمية .

دراسة أخرى أجرتها مؤسسة الحفاظ على السلامة على الطرقات والتابعة لجمعية السيارات الأمريكية بالتعاون مع جامعة Utah امريكية خلصت إلى نتائج مثمرة للاهتمام وكانت أكثر دقة ، حيث تُعنى هذه المؤسسة بكل ما يهم السائقين ويساعدهم عغلى تركيز انتباههم على الطريق ولذلك ومع استخددام شاشات سيارات أكثر فأكثر انتبهت المؤسسة لهذا الاختراع وأثره على القيادة .

ووجدت الدراسة التي تم إجراؤها قبل بضعة أعوام أن التقنيات الحديثة في السيارات ومنها الشاشات تزيد من الوقت الذي يحتاجه السائقون من كبار السن لأداء المهمات مقارنة بالسائقين الشباب ، وأجريت الدراسة على 128 سائقاً مقسمين إلى فئاين فئة الشباب من 21 إلى 36 سنة و فئة كبار السن من 55 إلى 75 سنة قموا بتجربة 6 سيارات من موديل 2018 .

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن السائقين الأكبر عمراً أزاحو نظرهم عن الطريق لفترة تزيد بـ8 ثوان عن الفترة التي احتجها السائقون الشباب عند تنفيذ مهمات بسيطة مثل برجمة نظام الملاحة أو تشغيل الراديو باستخدام نظام الترفيه والمعلومات.

شاشات سيارات اليوم مضارها وفوائدها (4)

ولم تقتصرالدراسة على شاشات سيارات فقط وإنما شملت كذلك نظام التحكم بالأوامر الصوتية وأودات التحكم في الكونسول الوسطي والتي تتضمن كذلك أزرار ومفاتيح التحكم التقليدية، بل أن التوصيات الناتجة عن الدراسة لم تقترح الاستغناء عن الشاشات أصلاً وإنما أوصت بتبسيط قوائم البرامج ، ويعني هذا أن المشكلة هي في التكنولوجيا المعقدة من أي نوع سواء كانت تقنيات بصرية أو سمعية أو لمسية وهي التي قد تؤثر على السلامة في حال استخدامها أثناء القيادة.

ومن جهة أخرى يقول المدافعون أن هنالك عدد من الدراسات العلمية الجادة والحقيقية التي أشارت إلى أن الشاشات أكثر أماناً من الأزرار العادية في بعض الحالات، ومنها الدراسة التي أجرتها مجموعة أبحاث النقل والتي تتألف من كلية الهدنسة والبيئة في جامعة سواثهامبتون في المملكة المتحدة مع شركة جاكوار لاندروفر ، ووجدت الدراسة أن التحكم باللمس يساعد على تنفيذ المهام بطريقة أسرع مثل تغيير الأعدادات الشخصية في السيارة .

الأزرار ممتعة أكثر من شاشات سيارات اليوم

إلى جانب حجة الأمان والحفاظ على السلامة يقول معرضة الشاشات أن  الأزرار التقليدية كانت أفضل أو ممتعة أكثر ، ويرد عليهم مؤيدو الشاشات أن هذه ليست إلا نزعة محافظة لا علاقة لها بالواقع ، حيث يميل أصحاب هذه النزعة إلى ما اعتادوا عليه دون تقييم حقيقي للمخترعات الجديدة .

وبرأينا عزيزي القارئ ، وعلى الرغم من أننا لا نفضل تحول مقصورة السيارة إلى ما يشبه غرفة التحكم الإلكترونية مع الكثير من الشاشات ةأجهزة القياس ، ولكن في الوقت نفسه لا نستطيع إنكار دور التطورات الحديثة في عالم السيارات في تحسين تجربة القيادة وجعلها أكثر متعة وأماناً أيضاً ، خذ على سبيل المثال نظام تثبيت السرعة المتكيف أو نظام ABS للمكابح أو نظام توزيع العزم على العجلات الأربعة والقائمة تطول!

التكاليف والأسعار

هنا يؤكد مؤيدو الشاشات أن شاشات سيارات اليوم أرخص وأقل تعقيداً بالنسبة لصانعي السيارات من استخدام لوحات التحكم ذات الأزرار التقليدية، وهو ما يقول به معظم خبراء السيارات الذين يؤكدون أن شركات السيارات تتجه نحو استخدام الشاشات لأنها تخفض من كلفة التصنيع ، كما أن صيانة الشاشات أقل تكلفة فمن الأسهل اصليح وصيانة وحدة واحدة من إصلاح لوحة تحكم تضم عشرات القطع والأزرار ومفاتيح التحكم المتحركة والتي قد تتعرض للأعطال باستمرار .

التحديث عبر الأنترنت

يقول مؤيدو الشاشات أن شاشات سيارات اليوم قابلة للتحديث أيضاً  وأن هذه ميزة مهمة، حيث تسمح التحديثات لصانعي السيارات بتصليح الأخطاء البرمجية وتطوير التصميم وإضافة ميزات جديدة في أي وقت ، وفي معظم الأحيان تكون هذه التحديثات مجانية وهو ما يُحوّل شاشات سيارات اليوم إلى ما يشبه الأجهزة الذكية التي يتم تحديث نظامها التشغيلي بين فترة وأخرى عندما يتم إصدار نظام تشغيلي جديد مع المزيد من المواصفات .

شاشات سيارات اليوم مضارها وفوائدها (4)

وفي المقابل يقول مؤيدو الشاشات أيضاً أن الزرار وأدوات التحكم لا يمكن تحديثها فهي مصنوه بشكلها الحالي الجامد سواء من حيث شكلها أو الوظيفة التي تؤديها ، وستبقى على ةضعها الحالي الذي اشتريتها به دون أي تحديث .

الناحية الجمالية

يرى جمهور المؤيدين أن الشاشات أجمل في السيارات من الأزرار التقليدية وأن استخدام شاشات السيارات يجعل المقصورة تبدو أكثر أناقة من لوحات التحكم المليئة بالأزرار، فيما تبدو السيارة من  المستقبل مع الشاشات بينما تبقى هذه الأزرار في السيارات الكلاسيكية التي يقتنيها هواة اقتناء السيارات.

نماذج سيئة ونماذج جيدة

في هذا المجال ، وفي الحقيقة فإن كلا الفريقين لديه ما يكفي من الأمثلة ليدعم وجهة نظره فعلى سبيل المثال هنالك سيارة بورش باناميرا التي كانت تباع بين 2009 و 2016 حيث كانت هذه السيارة مزودة بعدد كبير جداً من الأزرارإلى درجة مبالغ فيها وخاصة أن كل هذا العدد من الأزرار والبلاستيك كان يتناقض مع هوية السيارة كسيارة فاخرة وكان من الصعب استخدام كل هذه الأزرار بفعالية .

شاشات سيارات بورش باناميرا 2010
شاشات سيارات بورش باناميرا 2010

وفي المقابل يطرح معارضو الشاشات أمثلة مثل سيارة جيب غراند واغونير التي جاءت بسبع شاشات ومنهما شاشتان كبيرتان تم وضعهما فوق بعضهما في الكونسول الوسطي بالإضافة إلى شاشة كبيرة خلف عجلة القيادة وشاشة أخرى في مواجهة الراكب الأمامي وشاتان خلفيتان للمقاعد الخلفية وشاشة منعكسة على الزجاج الأمام Head Up Display ، وبصراحة مع كل هذا العدد من الشاشات تغيب الفائدة الأساسية من هذه التقنية وهي تسهيل عملية القيادة وجعلها أكثر متعة وأماناً.

شاشات سيارات جيب غراند واغونير
شاشات سيارات جيب غراند واغونير

الخلاصة

بصراحة عزيزي القارئ لا نخفيك أنا نأمل في أن يستمر استخدام الشاشات في السيارات الجديدة كما نأمل أن يتم تطويرها أكثر وأكثر من ناحية التصميم وسهولة الاستخدام ، فهي بديل أفضل من أدوات التحكم التقليدية التي اعتدنا عليها في السيارات منذ أن ظهر اختراع السيارة بشكله الحالي .

نعرف أن كثيرين قد لا يشاركوننا هذأ الرأي ولكننا نعتقد أن الشاشات هي المستقبل لعالم السيارات والله أعلم، لذلك فمن الأفضل أن نعتاد عليه ونعمل على تحسينه وتطويره ليقدم لنا تجربة القيادة المثالية الي نرغب جميعنا بها .

وعلى كل حال يمكنك مشاركتنا برأيك في الخانة المخصصة للتعليقات ، يسعدنا دائماً أن نتعرف على آراء أعزائنا المتابعين.

إنضم لأكثر من 15 مليون متابع