تربح شركة تسلا مقابل كل سيارة تبيعها أكثر من أي من منافسيها العالميين، ويبدو أن إيلون ماسك -الرئيس التنفيذي- ينوي استخدام أرباح تسلا في حرب أسعار السيارات الكهربائية الضروس.
يأتي هذا وفقًا لتحليل أجرته وكالة رويترز يُظهر أن تسلا -التي كانت واحدة من أكبر الخاسرين في سوق السيارات يومًا ما- تمكنت خلال عام 2022 من تحقيق تقدم كبير على معظم منافسيها الرئيسيين في معدل الربح لكل سيارة.
حيث حققت تسلا أرباحًا إجمالية مقابل كل سيارة تبلغ 15,653 دولار خلال الربع الثالث من 2022، أي أكثر من ضِعف ما حققته فولكس فاجن من أرباح لكل سيارة في نفس الفترة، وأربعة أضعاف ما حققته تويوتا لكل سيارة، وخمسة أضعاف أكثر من فورد.
ومع هذا، انضمت تسلا إلى المنافسين في رفع أسعار سياراتها الأكثر شعبية مع زيادة الطلب عليها، مثل تسلا موديل Y . وكان السبب الرئيسي في رفع الأسعار هو النقص في أشباه الموصلات والمواد الخام مما أدى إلى انخفاض معدلات الإنتاج وركّزت شركات صناعة السيارات على الموديلات ذات هامش الربح الأعلى لتُحقق أرباحًا من أعمالها على الرغم من انخفاض المبيعات .
قد يهمك: كم بلغت مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم في 2022؟
ثم يأتي قرار تسلا الأخير بتخفيض أسعار سياراتها حول العالم ليتحدى استراتيجيات زيادة الأرباح التي اتبعتها شركات صناعة السيارات مثل جنرال موتورز التي اتبعت هذه السياسة منذ الأزمة العالمية في 2008، وتضاعفت أثناء جائحة كورونا.
للتحكّم في تكاليف إنتاجها، استثمرت تسلا بكثافة في تقنيات التصنيع الجديدة، وحوّلت تصنيع البطاريات وأجزاء أخرى من سلسلة التوريد داخليًا لتصنعها بنفسها بدلًا من الاعتماد على موردين خارجيين، كما أن التصميمات الموحدة للسيارات ساهمت في تحسين التوفير على الصعيد الاقتصادي الأكبر.
تجدر الإشارة إلى أن أسلوب تخفيض التكاليف استخدم سابقًا في صناعة السيارات لتمويل خفض الأسعار.
على سبيل المثال، استخدم هنري فورد أسعار سيارة Model T في أوائل القرن العشرين مع تسريع نظام الإنتاج الضخم المبتكر الخاص به، وخلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، استخدمت تويوتا نظام الإنتاج الخالي من الهدر لتقديم مميزات بأسعار كافح الصانعين الآخرين لمنافستها.
والآن التاريخ يعيد نفسه، مع كفاح تويوتا نفسها تحت الضغوط من شركة تسلا.
ذو صلة: هل يساهم انخفاض أسعار بطاريات السيارات الكهربائية في زيادة استخدامها؟
ومع ذلك، يحذر المحللون حول العالم من أن سوق السيارات الكهربائية العالمية قد يُصبح لديها قريبًا طاقة إنتاجية أكبر من الطلب عليها.
بحلول عام 2026، سيصل الطلب على السيارات الكهربائية في أميركا الشمالية إلى مستوى يبلغ حوالي 2.8 مليون سيارة سنويًا، حسب المحلل وارن براون. وفي الوقت نفسه ستكون مصانع السيارات الكهربائية في القارة نفسها قادرة على تجميع أكثر من 4.5 مليون سيارة، مما يجعل استخدام السعة الإجمالية أقل من 60 في المائة.
وفي الصين، أدت نهاية الإعانات الحكومية المركزية إلى تسريع حرب أسعار السيارات الكهربائية والاستحواذ على حصص السوق بين المنافسين في أكبر سوق للمركبات الكهربائية في العالم.
اقرأ أيضًا: هل تتسبب السيارات الكهربائية في نهاية معارض السيارات؟
في النهاية، المنافسة وحروب الأسعار جيدة للغاية بالنسبة للمستهلك الذي يهدف في النهاية إلى الحصول على أفضل سيارة يُمكنه شراؤها بأقل سعر ممكن.
نود تذكيرك : تجربة قيادة سيارة تسلا موديل X .
