أعلنت شركة مرسيدس-بنز أنها تخطط لتقليص شبكتها من وكالات مرسيدس خلال الأعوام القادمة لصالح المبيعات المباشرة من الشركة وبيع السيارات على الانترنت.
فخلال مقابلة صحفية مع (بيتينا فيتزر) نائبة رئيس قسم الاتصالات والتسويق في الشركة الألمانية ، أوضحت (فيتزر) أن هذه التخفيضات ستكتمل بحلول عام 2025 في معظم الأسواق العالمية وأضافت أن إغلاق الوكالات سيتركز بشكل أكبر في بلد مرسيدس الأم ألمانيا ، حيث تبلغ نسبة الإغلاقات ما يصل إلى 20% من وكالات مرسيدس هناك وقال كذلك أن عمليات الإغلاق ستتواصل حتى عام 2028 .
ويشار عزيزي القارئ إلى أن مرسيدس تمتلك قرابة 1,000 من الوكلات التي تنتشر في أنحاء ألمانيا والتي تغطي وكالات مرسيدس ووكالة سمارت أيضاً، كما تنتشر قرابة 6,500 وكالة مرسيدس في أنحاء العالم ، ولم توضح المتحدثة إن كان إلغاء وكالات مرسيدس سيطال أسواق منطقتنا العربية مثل الجفالي وكيل مرسيدس في السعودية على سبيل المثال أو غيرها من الوكالات في المنطقة
ولكن في المقابل ، ستواصل مرسيدس فتح المزيد من الوكالات في الأسواق الجديدة والتي دخلتها مرسيدس مؤخراً مثل الصين، كما قالت (فيتزر) أن الشركة ذات علامة النجمة الثلاثية ستعمل على تأسيس محلات صغيرة جديدة شبيهة بالبوتيكات مخصصة لسيارات AMG و سيارات مايباخ الفخمة، وهو ما يتناسب مع استراتيجية الشركة الجديدة في التركيز على صناعة سيارات غالية الثمن بأعداد صغيرة .
وتهدف مرسيدس كذلك إلى التحول تدريجياً إلى نموذج بيع السيارات المباشر ، بحيث يبيع وكلاء مرسيدس السيارات التي لديهم والتي تملكها مرسيدس ويأخذوا نسبة على عملية البيع ، وبهذه الطريقة يستطيع صانع السيارات الألمانية أن يحدد السعر النهائي ويبعث بالفاتورة إلى الزبائن مباشرة ، وتتطلع مرسيدس إلى أن تعمّم هذا النموذج ليغطي 80% من مبيعاتها في أوروبا بحلول عام 2025 ، وأن ترفع من مبيعات السيارات على الانترنت بنسبة 25% في نفس التاريخ .
وكان رئيس القسم المالي في شركة مرسيدس (هارالد ويلم) قد صرح الأسبوع الماضي للصحافة بقوله :”نريد أن نكون أقرب من الزبائن و أن يكون لدينا تحكم أكبر في وضع اسعار سيارات مرسيدس”
ويشار عزيزي القارئ إلى أن شركة كاديلاك أيضاً خطت خطوة مشابهة مؤخراً بهدف تقليص عدد وكلاء سياراتها في الولايات المتحدة الأمريكية بأكثر من الثلث ، حتى أنها عرضت مكافآت مالية للوكالات التي تختار أن تغلق أبوابها بنفسها .
وفي الحقيقة فإن مثل هذه الخطوات ليست مفاجئة ، ففي وقت تتقارب فيها الأماكن ويتحول العالم إلى قرية صغيرة كما يقولون، يبدو أن تأثيرات ثورة الاتصاللات والانترنت لن تتوقف عند الصحافة الورقية والمطابع التقليدية والتي قاربت على الانقراض ، بل سيتوسع هذا التأثير بشكل أكبر ليطال العديد من الجوانب ويغير من أنماط حياتنا ويؤثر حتى على الصناعات والتجارة وطريقة شراء السيارات على الانترنت وتسويقها
وهو ما تناوله مؤسس موقع عرب جي تي مصعب شعشاعة مع صهيب شعشاعة وكريم ذيب في حلقة من برنامج دردشة بعنوان مستقبل وكلاء السيارات وهل ستصبح عملية شراء سيارة جديدة عبر الانترنت
