أسعار السيارات الجديدة ستواصل الارتفاع خلال العامين القادمين بحسب دراسة تحليلية لصناعة السيارات وأسواق السيارات العالمية
صناعة السيارات تمر الآن بأزمة حقيقية، فهي مثقلة بأعباء التحول من صناعة السيارات ذات المحركات العادية إلى صنع السيارات الكهربائية وما يتطلبه هذا التحول من خطوط إنتاج جديدة وبنى تحتية وتقنيات، هذا بالإضافة إلى أن تبعات الوباء ما زالت مؤثرة على الصناعة وما زالت الموجات مستمرة حتى يومنا هذا ، ناهيك عن الحرب الروسية الأوكرانية في أوروبا وارتفاع أسعار النفط وكلفة المواد الأولية، والنقص في خطوط التوريد وفي الرقائق الإلكترونية على وجه خاص .
وقد دفع هذا بكثير من شركات صناعة السيارات الكهربائية مثل شركة تيسلا و همر و لوسيد و ريفيان إلى رفع أسعارها في الأسابيع القليلة الماضية ، وهو ما ينطبق أيضاً على شركات السيارات التقليدية ، حيث شاهدنا رفع أسعار سيارات بي ام دبليو الشهر الماضي و زيادة أسعار سيارات تسلا بعدها بقليل.
وفي المقابل وتحت وطأة هذه الظروف الصعبة بدأت شركات السيارات كذلك بتأخير تسليم الطلبات و تخفيف المواصفات المتاحة في سياراتهم ، ووصل الأمر ببعض الشركات إلى شحن سياراتها بدون بعض القطع غير الضرورية ، مع وعد بتسليم هذه القطع الناقصة عندما تتوفر لدى الشركة .
ويؤسفنا عزيزي القارئ أن نخبرك بأن هذه الأزمة ستطول وستمتد إلى عام 2024 بحسب تقرير نشرته شركة الاستشارات وتحليل البيانات AlixPaetners ،
حيث جاء في هذا التقرير أن أزمة نقص شبه الموصلات ستواصل تأثيرها السلبي على عملية إنتاج السيارات الجديدة خلال العامين القادمين ، وقد تفاقمت هذه الأزمة لعدة أسباب، ومنها ارتفاع الحصة السوقية للسيارات الكهربائية التي سيتم عرضها للبيع وذلك لأن معظم الشركات في قطاع تصنيع السيارات تتجه إلى صناعة السيارات الكهربائية بدلاً من صناعة السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي التي تعمل على الديزل أو البنزين .
وللتوضيح عزيزي القارئ ، فإن صنع السيارات الكهربائية يرفع من الطلب على الشرائح الإلكترونية بمقدار 55% سنوياً ، وفقاً لما جاء في الدراسة، وهو ما سيظل بمثابة عنق الزجاجة لعملية إنتاج السيارات الجديدة . ويعني هذا أنه وطالما واصلت شركات السيارات نقديم سيارات كهربائية جديدة، فإن المتطلبات التقنية لإنتاج هذه السيارات الجديدة سيزيد من الطلب المرتفع أصلاً على الرقائق الإلكترونية أو شبه الموصلات لأن السيارات الكهربائية تحتاج إلى عدد أكبر من الرقائق الإلكترونية مقارنة بسيارات البنزين أو الديزل .
ونتيجة لهذا ستواصل شركات السيارات تقليص مستويات الإنتاج ، وهو ما يعني أن عدد السيارات المعروضة للبيع سيبقى محدوداً في السنوات القادمة، وبالطبع فسيمنح هذا شركات السيارات السلطة لرفع الأسعار في حال بقي الطلب على السيارات الجديدة مرتفعاً ، وبالتالي فإن أسعار السيارات الجديدة ستبقى مرتفعة في المستقبل المنظور.
ولكن في المقابل فإن هذا لا يعني أن شركات السيارات تحقق أرباحاً أكبر من أسعار السيارات المرتفعة كما قد تتخيل عزيزي القارئ ، فعلى سبيل المثال نشرنا مقالاً قبل فترة حول خسارة فورد مقابل كل سيارة فورد موستنج ماك اي تصنعها والذي أبدى فيه مدير فورد مخاوف من حدوث كساد في سوق السيارات .
وستواصل أسعار السيارات ارتفاعها بسبب ارتفاع كلفة المواد الأولية للسيارات الكهربائية ولسيارات الوقود على حد سواء ، حيث جاء في التقرير أن كلفة المواد الأولية في سيارات الوقود التقليدي تبلغ 3,700 دولار للسيارة الواحدة ، فيما ترتفع كلفة المواد الأولية المستخدمة في السيارات الكهربائية إلى أكثر من ضعف هذا المبلغ ، وتصل إلى 8,300 دولار للسيارة الواحدة ، وذلك لأن بطارية السيارة الكهربائية والموتور الكهربائي تحتاج إلى المزيد من المواد الأولية، وللتوضيح عزيزي القارئ فإن هذه الأسعار هي أكثر من ضعف ما كانت عليه قبل بضعة أعوام.
ووفقاً لتوقعات التقرير الذي نشرته AlixPartners فإن السيارات الكهربائية لن تتفوق على السيارات التقليدية من حيث الحصة السوقية قبل عام 2035 ، وذلك لأن شركات السيارات ستعمد إلى التخفيف من وتيرة تقديم سيارات كهربائية جديدة ، وذلك لأن هذه السيارات تستهلك مواداً أكثر وتكلف المزيد من المال كما أن شعبية السيارات الكهربائية بين الزبائن تحتاج إلى وقت أكثر وكذلك البنى التحتية لتصنيع هذه السيارات,
ويضيف التقرير كذلك أن هنالك حاجة لاستثمارات بقيمة 48 مليار دولار في البنى التحتية ، ولكن حتى الآن فإن مجموع المبالغ المستثمرة في صناعة وتطوير البنى التحتية للسيارات الكهربائية لا يتجاوز 11 مليار دولار ، وهو ما يعني أن على شركات السيارات سد هذه الثغرة في السنوات القادمة ، ما يضع المزيد من الأعباء على صناعة السيارات .
شاهد أيضاً بالفيديو : مواصفات و اسعار رينج روفر 2022 الجديدة بالكامل
