سيارات العالم تخسر بعض مواصفاتها بسبب نقص الشرائح الإلكترونية

سيارات العالم تخسر بعض مواصفاتها بسبب نقص الشرائح الإلكترونية (2)

تواجه صناعة السيارات في العالم حاليًا نقصًا في الرقائق الإلكترونية أو ما يعرف بـ الشرائح الإلكترونية، وأدى هذا إلى تأخير عمليات تسليم السيارات الجديدة وارتفاع الأسعار في سوق السيارات الجديدة وحتى السيارات المستعملة، كما تم تأجيل العديد من الجداول الزمنية المستقبلية المتعلقة بالإنتاج والتسليم وإطلاق السيارات الجديدة.

وكنتيجة لهذا النقص اضطرت الكثير من الشركات إلى صناعة السيارات وتخزينها لديها حتى تتوفر الشرائح الإلكترونية أو إلى صناعة السيارات بدون مواصفات معينة – فعلى سبيل المثال ألغت تسلا ميزة دعامة أسفل الظهر من جانب الركاب، وأعلنت جنرال موتورز عن عدم توفر منظومة الإيقاف والتشغيل الآلي للمحرك في عدد من شاحنات البيك اب والدفع الرباعي ومنها سيارات شفروليه تاهو وسوبربان 2021 ، بالإضافة إلى جي إم سي يوكون 2021 ، ويوكون XL ،و كاديلاك إسكاليد وإسكاليد ESV. كما ستفتقر شيفروليه سيلفرادو و جي إم سي سييرا أيضاً إلى هذه المواصفة.

شاهد أيضاً : تجربة جمس يوكون 2021

نقص الشرائح الإلكترونية يؤثر على مواصفات سيارات كاديلاك

وفي المقابل كان على شركة فورد خفض إنتاج شاحنتها الأكثر مبيعاً من طراز F-150. حيث قالت الشركة أن النقص المستمر سيخفض معدل إنتاجها إلى النصف، وهي ليست وحدها، حيث أعلنت فولكس فاجن أنها في “وضع أزمة”، وأنها اضطرت إلى خفض الإنتاج بمقدار 100000 سيارة في الربع الأول من هذا العام.

فما هي هذه الشريحة الإلكترونية وما أهميتها وما الأسباب التي أدت إلى نقصها وكيف ستتعامل شركات السيارات مع هذا النقص وهل ستنجح في حل المشكلة؟

سيارات العالم تخسر بعض مواصفاتها بسبب نقص الشرائح الإلكترونية (1)

في هذا المقال عزيزي القارئ سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة: 

ما هي الشرائح الإلكترونية؟

هي عبارة عن ترانزستورات صغيرة مصنوعة من السيليكون، والذي يوجد في معظم المعادن الموجودة على سطح الأرض، ونعنبر هذه الشرائح الإلكترونية ضرورية في صناعة أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة الكهربائية كما تستخدم في صناعة السيارات أيضاً

لماذا تحتاج السيارات إلى الشرائح الإلكترونية؟

تستخدم صناعة السيارات هذه الشرائح في العديد من الأنظمة الإلكترونية في السيارات، وللتوضيح عزيزي القارئ  يمكن أن تحتاج قطعة واحدة في السيارة ما يتراوح بين 500 إلى 1500 شريحة اعتمادًا على مدى تعقيد القطعة.

صناعة الرقائق

ما أسباب هذا النقص أصلا؟

بعد انتشار حظر التجول والحجر الصحي في معظم أنحاء العالم بسبب انتشار فايروس كـورونـا، اضطر المزيد من الأشخاص إلى البقاء في المنزل وتحديث أجهزتهم الكهربائية مثل كاميرات الويب والشاشات وأجهزة الكمبيوتر من أجل البقاء على اتصال مع العالم  وكوسيلة للترفيه وخاصة في الربع الأخير من عام 2020، حيث شهدت مبيعات أجهزة الكمبيوتر التقليدية – على سبيل المثال – نموًا بنسبة 26.1٪ مقارنة بالعام السابق.

ومن جهة أخرى ، وضعت الحرب التجارية بين الصين وأمريكا قيودًا على تعامل الشركات الأمريكية مع الشركة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات (SMIC)، وهي أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين، وأجبرت هذه القيود الشركات على التعامل مع مصانع أخرى في تايوان وكوريا الجنوبية ولكن هذه المصانع كانت تنتج بالفعل بأقصى قدرة ممكنة ولم يكن باستطاعتها زيادة الإنتاج.

أضف إلى ذلك أن صناعة الشرائح الإلكترونية تحتاج استهلاكًا شديدًا للمياه، وشهدت تايوان موجة جفاف في عام 2021 مما زاد من تفاقم المشكلة

وزاد من تعقيد الأزمة وقوع حريق في مصنع مملوك لشركة تصنيع الشرائح الإلكترونية في اليابان، حيث أدى الحريق إلى أضرار جسيمة، أثرت على قدرته الإنتاجية.

سيارات العالم تخسر بعض مواصفاتها بسبب نقص الشرائح الإلكترونية (4)

دور شركات السيارات في الأزمة

كما قد تذكر عزيزي القارئ، دفع الوباء العالمي شركات صناعة السيارات والموردين وتجار السيارات إلى الإغلاق ما أدخل الاقتصاد في حالة ركود ودفع بشركات السيارات إلى إلغاء طلبيات الشرائح الإلكترونية، معتقدين أن مبيعات السيارات ستنخفض.

صحيح أن مبيعات السيارات الجديدة انخفضت في البداية، لكنها سرعان ما انتعشت مع عروض التمويل التي قدمتها المؤسسات المالية للعملاء، وبعدما نجح التجار في تسويق وبيع السيارات على الإنترنت، وتقديم خدمة الاستلام والتسليم في المنزل.

لذلك عندما أعيد تشغيل المصانع، كان الطلب على السيارات الجديدة أكبر بكثير من المتوقع ولم يكن باستطاعة الشركات الإنتاج بالمعدل الكافي لتلبية الطلب

صناعة السيارات

متى تنتهي الأزمة؟

تشير معظم تقديرات الخبراء إلى أن الأزمة ستستمر خلال العام الحالي وقد تمتد إلى الربع الأول من عام 2022 فيما يرى آخرون أن الأزمة قد تمتد لعامين.

وفي هذا السياق نشرت الصحافة الأمريكية أن مجلس الشيوخ الأمريكي وافق على مشروع قانون جديد لاستثمار أكثر من 50 مليار دولار في الإنتاج المحلي للشرائح الإلكترونية، كما وافق المشرعون على استثمار ملياري دولار في الجيل الأقدم من أشباه الموصلات المستخدمة في تصنيع السيارات

وجاء هذ القرار كجزء من مشروع قانون أوسع بقيمة 250 مليار دولار يُعرف باسم “قانون المنافسة والابتكار الأمريكي” الذي يعطي الأولوية للتصنيع والتكنولوجيا والبحث والتطوير في الولايات المتحدة للتنافس مع صناعة التكنولوجيا في الصين.

إنضم لأكثر من 15 مليون متابع