Search
Close this search box.

ما هو نظام ESP في السيارة؟ كيف يعمل وما هي أهميته؟

ما أهمية نظام ESP في السيارات وكيف يعمل

في هذا المقال عزيزي القارئ سنلقي نظرة عن قرب على نظام ESP وهي الحروف الأولى من عبارة (Electronic Stability Program) وتعني بالعربية نظام الثبات الإلكتروني، ويسمى كذلك ESC ( (Electrnoic Stability Control حيث سنتعرف على نشأة هذا النظام ومميزاته وطريقة عمله ، خاصة وأنه أثبت أهميته من خلال تخفيف خطورة الحوادث وكذلك من خلال مساعدة السائقين على القيادة براحة وأمان على الطريق .

ماذا يفعل نظام ESP في السيارة؟

تعمل هذه التقنية المحوسبة على تحسين ثبات السيارة وإبقائها تحت السيطرة من خلال رصد وتخفيض أي فقدان لتماسك العجلات مع سطح الطريق، فعندما يرصد النظام أن السائق فقد السيطرة على المركبة يتدخل بشكل أوتوماتيكي ليطبق الفرامل على العجلات بطريقة فنية مدروسة ليساعد على استعادة توازن السيارة وعودة السيارة إلى المسار الذي يريده السائق

طريقة عمل نظام ESP

كما تعمل بعض أنظمة ESC على تخفيض قوة المحرك إلى أن يستعيد السائق السيطرة على المركبة، حيث يرصد النظام الأماكن التي فقدت فيها العجلات التماسك مع الطريق وحدث فيها الانزلاق، ويعمل على تطبيق الفرامل أوتوماتيكياُ على كل عجلة على حدة بحسب ظروف القيادة وبالقدر اللازم لكل عجلة بما يساعد السائق على توجيه السيارة إلى المسار المطلوب واستعادة السيطرة عليها.

نبذة تاريخية

اعتمد تطوير نظام ESP بشكل كبير على نظامين ستبقين، وهما نظام الفرامل المانعة للانزلاق ABS ونظام التحكم بتماسك العجلات على الطريق Traction Control من الثمانينيات، حيث يعتبر ESP في الحقيقة تطويراً على هذين النظامين، ولكن وبينما يعمل نظام Traction Control على تطبيق المكابح بشكل فردي على كل عجلة بشكل مستقل إلا أن نظام ESP يتميز بأنه يؤثر أيضاً على مقود السيارة ويتدخل في توجيهها.

في بداية التسعينيات قدمت ميتسوبيشي نظام TCL الإلكتروني للتحكم بالثبات في سيارتها ديامانتي، وكان هذا النظام متطوراً إلى درجة كبيرة مقارنة بالأنظمة السائدة في ذلك الحين، حيث تم تطويره ليساعد السائق على الاحتفاظ بخط سيره على المنعطفات وكان يشتمل على جهاز كمبيوتر صغير داخل السيارة ليراقب عددا من القراءات التي تسجلها مستشعرات عديدة تم استخدامها في أنحاء السيارة.

وبناء على هذه القراءات وعند رصد استخدام مفرط لدواسة الوقود على المنعطفات، يصدر الكمبيوتر أوامره أوتوماتيكياً لاستخدام الفرامل ولتخفيض القوة الحصانية الناتجة عن المحرك بما يضمن أن تبقى السيارة على المسار الصحيح على المنعطفات،

نظام esp Mitsubishi Diamante

صحيح أن هذا النظام لم يكن مثل أنظمة ESP الحديثة، ولكنه كان يراقب زاوية توجيه المقود وقوة الضغط على دواسة الوقود كما كان يراقب سرعة كل عجلة على حدة ولكنه لم يكن قادراً على رصد دوران السيارة حول محورها .

وفي عام 1992 تعاونت شركة بي ام دبليو مع شركتي بوش وكونتيننتال الألمانيتين لتطوير نظام يعمل على تخفيض عزم الدوران الناتج عن محرك السيارة في حالات محددة لتحول دون فقدان سيطرة السائق على السيارة ، وتم استخدام هذا النظام في معظم سيارات بي ام دبليو ، حيث كان هذا النظام متوفراً كمواصفة إضافية يمكن طلبها بشكل مستقل ضمن حزمة الشتاء .

وفيما تعاونت مرسيدس مع شركة بوش الألمانية ما بين عامي 1987 و 1992 لتطوير نظام جديد حمل اسم ESP ليسيطر على انزلاق السيارة الجانبي، إلا أن الأمر استغرق حنى عام 1995 ليظهر نظام الحفاظ على الثبات كما نعرفه اليوم وكانت مرسيدس أول من استخدمه في سيارتها مرسيدس اس 600 كوبيه .

مرسيدس 600 اس كوبيه 1995

إلا أن مرسيدس لم تكن الوحيدة، حيث استخدمت شركة تويوتا اليابانية هذا النظام في سيارتها تويوتا كراون ماجيستا في نفس العام، وكذلك شركة جنرال موتورز الأمريكية على بعض موديلات سيارات كاديلاكK قبل أن يدرك العالم أهمية هذا النظام وتبدأ شركات السيارات باستخدامه تدريجياً على نطاق واسع .

شاهد أيضاً : ما هي أكثر سيارات الدفع الرباعي أماناً 

أهمية نظام ESP

على خلاف الفكرة الشائعة بأن نظام ESP  يهدف إلى تحسين أداء السيارات في الالتفاف على المنعطفات، إلا أن أولوية هذا النظام في الحقيقة هي تخفيض احتمالية فقدان السائق للسيطرة على السيارة ، ما يجعله يصنف واحداً من أنظمة الحفاظ على السلامة

وفي بحوث مستقلة أجرتها الوكالة الأمريكية للحفاظ على السلامة على الطرق NHTSA ومؤسسة التأمين للحفاظ على السلامة على الطرق IIHS تبين أن ثلث الحوادث القاتلة كان من الممكن تجنبها باستخدام نظام ESP ، وهو ما دفع بالحكومة الأمريكية إلى فرض استخدام هذا النظام بشكل إلزامي في كل السيارات الجديدة التي تباع هناك منذ عام 2011 ، وتبعتها كندا وبعدهما الاتحاد الأوروبي في عام 2014 .

ويرى كثير من الخبراء والمختصين أن نظام ESP هو أهم تطور شهده عالم سلامة المركبات منذ اختراع حزام الأمان

سيارات جديدة للبيع

الفرق بين نظام التحكم بتماسك العجلات مع الطريق Traction Control و نظام الثبات الإلكتروني ESP

نظام التحكم بتماسك العجلات مع الطريق Traction Control

يسمح هذا النظام للسيارات بالحصول على أفضل تماسك احتكاكي أثناء التسارع بين سطح العجلة والطريق وتفعل ذلك من خلال قياس سرعة دوران العجلة ومن ثم تخفيف سرعتها عن طريق المكابح و (أو) عن طريق تخفيف القوة من خلال التحكم بتدفق الوقود إل المحرك

Traction Control نظام تراكشن

نظام التحكم بالثبات ESP

تعتمد الأنظمة الحديثة للتحكم بالثبات على كل القطع المتضمنة في النظام السابق (Traction Control) و كذلك القطع المتضمنة في نظام الكابح المانعة للانزلاق (ABS   والتي تشتمل على مستشعرات (حساسات) تقيس قوة الضغط على دواسة المكابح و مستشعرات لقياس سرعة دوران كل عجلة على حدة  بالإضافة إلى صمام هيدروليكي يعمل على تطبيق قوة الكبح أو تخفيفها على كل عجلة بشكل مستقل.

ولكن النظام يضيف كذلك عدداً من المستشعرات، ومنها حساس لحركة المقود (ستيرينج)، حيث يتعاون هذا المستشعر مع المستشعرات الأخرى على دواسة البنزين ودواسة المكابح ليخبر النظام الذكي عن المسار الذي يريد السائق أن يسير عليه والسرعة التي يريدها، كما يوجد حساس آخر يقيس زاوية دوران السيارة حول محورها العمودي (ما يحدث عندما يفقد السائق السيطرة على السيارة وتبدأ بالالتفاف حول نفسها)، ويضيف النظام كذلك مستشعراً خاصاً بقياس التسارع الطولي والجانبي.

وبعد قراءة كل المعلومات من هذه المستشعرات وتحليلها يقوم كمبيوتر داخل السيارة بمقارنة حركة المركبة والاتجاه الذي تسير فيه على أرض الواقع مع الاتجاه الذي يريده السائق، وإذا وجد النظام أن الاتجاهين مختلفان يقوم بتطبيق المكابح على كل عجلة على حدة ويجري بعض التغييرات على قوة المحرك إذا اقتضت الضرورة، ليعيد السيارة إلى المسار الذي يريده السائق.

تعرف على طريقة عمل نظام ESP

وفي النهاية عزيزي القارئ دعنا نذكرك أن نظام ESP وكافة أنظمة الأمان الإلكترونية المتوفرة في سيارتك ليست بديلاً عن الانتباه أثناء القيادة ولا يمكنك الاعتماد عليها بالكامل، لتعرف ماذا نقصد اقرأ المقال التالي:

الثقة العمياء في أنظمة الأمان قد تكلفك حياتك 

إنضم لأكثر من 15 مليون متابع