سيارة مرسيدس SLR مكلارين تعتبر من بين أجمل السيارات في العالم وتم تطويرها في عملية تعاون مشترك بين الشركة الألمانية وشركة مكلارين ولكن وعلى الرغم من أنها لم تنجح في بيع 3,000 سيارة كما كان مخططاً لها ، إلا أن واحدة من الإصدارات الخاصة من هذه السيارة تحولت إلى أسطورة بين هواة اقتناء السيارات وهي إصدار ستيرلينج موس 2009.
كما قد تذكر عزيزي القارئ فقد اتفق فريق مكلارين لسباقات الفورمولا 1 عام 1995 مع شركة مرسيدس بنز لشراء محركات سيارات سباق من شركة السيارات الألمانية ، وفي الحقيقة فلم تكن نتائج الفريق باهرة في البداية ولكن في نهاية المطاف نجحت سيارات مكلارين المزودة بمحركات مرسيدس في تحقيق لقب بطولة الصانعين في سباق فورمولا 1 عام 1998 .
وفي العام التالي كشف الصانع الألماني عن نسخة فيجن SLR الاختبارية خلال فعاليات معرض أمريكا الشمالية الدولي للسيارات وبدت السيارة في ذلك الحين مذهلة إلى درجة أن أحداً لم يصدق أن هذه السيارة ستصل بالفعل إلى خطوط الإنتاج التجاري وتباع في الأسواق!
وحتى عندما اشترت مرسيدس 40% من أسهم شركة مكلارين عام 2003 بقي كثيرون مشككين بأن تصنع مرسيدس هذه السيارة بالتعاون مع مكلارين ، ولكن السيارة ظهرت بالفعل في معرض فرانكفورت للسيارات من نفس العام.
وحملت السيارة اسم SLR تيمناً بسيارة السباق التي صنعتها مرسيدس عام 1955 وحملت الحروف الثلاثة الأولى من كلمات (Sport, Leicht, Rennsport) باللغة الألمانية – وتعني بالعربية رياضية ، خفيفة، سيارة سباق)
ولكن في الحقيقة فقد كانت السيارة التي ظهرت عام 2003 مجرد نسخة تشويقية للسيارة الحقيقية والتي ظهرت بعد عامين مع محرك سعة 5.4 لتر يولد قوة 626 حصان و 780 نيوتن.م من عزم الدوران مع نظام الدفع الخلفي و ناقل تروس أوتوماتيكي من 5 سرعات وبدالات لتغيير التروس على المقود ، وهو ما كان يتيح للسائق تغيير التروس يدوياً ،وتم صنع هذه السيارة من مادة البوليمر المقوى بألياف الكربون لتخفيف الوزن كما حصلت السيارة على مكابح ضخمة من ألياف الكربون، وكلمسة إضافية جاءت حافة الصندوق الخلفي بجناح صغير يعمل كفرامل هوائية ويمكن التحكم به من خلال ضغطة زر في متناول يد السائق أو اختيار الوضعية الأوتوماتيكية .
ولكن للأسف لم تنجح السيارة في تحقيق مبيعات جيدة وذلك لأن سعر السيارة الخارقة كان يبلغ 300 ألف دولار ، فعلى الرغم من المكانة التي تتمتع بها شركة مرسيدس إلا أن هذه الأسعار كانت مقترنة بشكل أكبر مع مصنعي السيارات الخارقة مثل فيراري أو لمبرجيني ، ومن جهة أخرى بدأت الأزمة المالية عام 2007 في ضرب الأسواق وانخفضت المبيعات أكثر وأكثر
وفي النهاية قررت شركة مرسيدس عام 2009 أن توقف إنتاج سيارة SLR ولكن ليس قبل أن تصنع ما يمكن أن نسميه نسخة وداعية فكانت النتيجة أن صنعت مرسيدس السيارة الأسطورية SLR ستيرلينج موس . ،وفي ذلك الحين صّرح صانع السيارات ذو النجمة الثلاثية أن “هذه السيارة تستحق بجدارة حمل اسم سائق السباقات البريطاني الأسطوري ستيرلينج موس والذي فاز بلقب سباق ميلي ميليا ، والذي قاد سيارة مرسيدس SLR الأصلية من فوز إلى فوز عام 1955”
واعتمدت السيارة بشكل كبير على تصميم نسخة SLR 722 رودستر ولكن مع تعديلات منحت السيارة مظهراً أكثر قوة ، كما جاءت السيارة بدون زجاج أمامي، باستثناء قطعة صغيرة قياس 2.5 سم أمام السائق وقطعة أصغر أمام الراكب، وبالإضافة إلى هذا عمدت شركة مرسيدس إلى تزويد السيارة بزوجين من الخوذات الجلدية و نظارات الوقاية للسائق والراكب بجانبه حيث كانت هذه الملابس المعتادة لسائقي السباقات في الخمسينيات .
وكسعر لهذه النسخة الحصرية طلبت مرسيدس مبلغ 750 ألف يورو للسيارة لواحدة وهو ما يعادل قرابة 900 ألف يورو بسعر اليوم ، وتم صنع 75 سيارة فقط عام 2009 بيعت كلها على الفور .
وتحت الغطاء حصلت مرسيدس SLR ستيرلينج موس على نسخة مطورة من المحرك السابق بقوة 650 حصان لينطلق بالسيارة من صفر إلى سرعة 100 كم/س في 3 ثوان وكانت السرعة القصورى تبلغ 350 كم/س ، فيما احتفظت السيارة بنفس ناقل التروس الأوتوماتيمي ذ الخمس سرعات مع البدالات اليدوية على المقود ، ولكن وعلى الرغم من هذه السرعة القصوى الجنونية إلا أن لسيارة لم تكن أسرع سيارة في العالم في ذلك الحين ، حيث كان هذا اللقب من نصيب بوغاتي فيرون .
واليوم بعد 13 عاماً من إصدار السيارة تحولت SLR إلى واحدة من أندر السيارات التي يبحث عنها هواة اقتناء السيارات ، ولكن بحسب الشائعات فقد بيعت واحدة من هذه السيارات مؤخراً بسعر 2.6 مليون يورو في أوروبا كما توجد نسخة أخرى في أبوظبي معروضة للبيع بـ2.7 مليون دولار ، ولكن وبما أن السيارة نادراً ما تُعرض في المزادات العلنية فنتوقع أن يصل سعرها إلى أكثر من 3 مليون دولار في وقت قصير، كما أن السيارة صنعت بعدد محدود جداً من الألوان لذلك فقد تكون النسخ ذات اللون الأبيض – نسختين ربما أو 4 فقط – أغلى أيضاً
