في لمحة تتنبأ بمستقبل السيارات، تذكرت شركة فورد هوية الخمسينيات عندما أبدعت تصميماً ثورياً لسيارتها الاختبارية فورد نوكليون ( Ford Nuclear ) ، التي أثارت آنذاك التساؤلات حول إمكانية تزويد السيارات بالطاقة النووية.
الفكرة التي قد تبدو خيالية اليوم، كانت ضمن دراسة تصميمية جريئة قدمتها الشركة العريقة، وجدت طريقها مؤخراً إلى أرشيف فورد التراثي الغني بالتاريخ.
تألقت سيارة فورد نوكليون بمظهر يشبه الطائرات النفاثة، حاملةً في طياتها جوهر العصر النووي، حيث زُين الجزء الخلفي منها بما يشبه كبسولة قوة تضم نواة ذرية غامضة.
ولم يقتصر الابتكار على القوة الدافعة فحسب، بل امتد إلى التصميم الخارجي الذي تضمن مصدات قابلة للانسحاب لتعزيز الكفاءة الديناميكية الهوائية، وكابينة ركاب مزودة بأنظمة تحكم مناخي إلكتروني، حيث توقعت فورد أن تصل المركبة لمدى يتجاوز 8000 كم قبل الحاجة لإعادة شحنها.
بيد أن هذا التصميم الاختباري ظلّ في إطار التجربة النظرية، حيث لم يتجاوز مرحلة كونه نموذج تصميمي بمقياس 3:8، ولم تُشهد شوارع ديترويت أبداً نموذج نوكليون وهو يسير بمفاعله النووي الصغير.
وتُشير الوثائق إلى أن الشركة كانت تتوقع تطوّر المفاعلات النووية وتصغير حجمها بحيث تتناسب مع حجم السيارة.
اقرأ أيضًا: ابشع 15 سيارة في تاريخ السيارات
ومع أننا في عام 2023 لا زلنا نرى المفاعلات النووية ضخمة الحجم، إلا أن فورد لم تخطئ في تصوّر بعض تفاصيل المستقبل. فقد تنبأت الشركة بأن محطات الشحن ستحل محل محطات الوقود، وهو ما يحدث فعلاً الآن مع توسّع تطوير السيارات الكهربائية.
كما وصفت فورد سيارة نوكليون بأنها تحتوي على أجهزة إلكترونية أمامية وخلفية لتنبيه الركاب بالمركبات القريبة، وهي ميزات أصبحت اليوم شائعة في السيارات الجديدة، وتعتبر من التجهيزات القياسية في عدد من الموديلات.
فكرة للمستقبل البعيد!
لم تكن هناك تجارب ناجحة لسيارات مدعومة بالطاقة النووية في الاستخدام العملي أو الإنتاج التجاري. مفهوم السيارة النووية، كما هو متجسد في فورد نوكليون، ظل في حيز النظرية والتصورات المستقبلية.
العقبات التقنية والأمنية والبيئية جعلت من فكرة استخدام المفاعلات النووية في السيارات غير واقعية بالنسبة للعصر الحالي.
حيث أن السيارات التي تستخدم الطاقة النووية تتطلب تصغير المفاعلات النووية لتصبح آمنة وعملية للاستخدام في مركبة متحركة، وهو أمر لم يتحقق بعد. بالإضافة إلى ذلك، هناك قضايا تتعلق بالأمان الإشعاعي، وإدارة النفايات النووية، وتداعيات الحوادث المحتملة التي يمكن أن تنجم عن استخدام مثل هذه التكنولوجيا في السيارات.
شاهد أيضًا على عرب جي تي سيارة صينية بتقنيات المانية ! 2024 Exeed TXL
