فضيحة جديدة تورطت فيها كبرى شركات السيارات الألمانية، وتتعلق هذه المرة بالانبعاثات أيضاً ولكن بطريقة مختلفة ، حيث قامت جمعية بحوث تمولها هذه الشركات بإجراء اختبارات علمية على البشر لدراسة تأثير الغازات الصادرة من عادم السيارات عليهم .
وكشفت عدة تقارير إخبارية في الصحافة الألمانية أن شركة فولكس فاجن و شركة دايملر المالكة لعلامة مرسيدس بنز و شركة بي ام دبليو ساهمت كلها في تأسيس جمعية أبحاث خاصة عام 2007 تحت اسم “جمعية الأبحاث الأوروبية للبيئة والصحة وقطاع النقل ” ، وأن هذه الجمعية أجرت دراسة علمية بين عامي 2012 و 2015 عن تأثير استنشاق أكسيد النيتروجين على الأشخاص.
حيث شارك في الدراسة 25 شخصاً في أحد المعاهد التابع لأحد المستشفيات في ألمانيا ، وقام كل واحد منهم باستنشاق أكسيد النيتروجين لعدة ساعات .
وفي العام الماضي، حلّت شركات السيارات الألمانية هذه الجمعية.
وكانت الصحافة الأمريكية قد كشفت قبل أسبوع عن تورط (فولكس فاجن) و (دايملر) في تمويل تجارب علمية تضمنت استخدام 10 قرود كجيوانات تجارب لاستنشاق عادم السيارات بهدف اختبار مدى سمية انبعاثات الديزل ، وذلك كمحاولة لمعارضة قرار اتخذته منظمة الصحة العالمية في عام 2012 بتصنيف عوادم وقود الديزل ضمن المواد المسرطنة
حيث تم وضع القرود في غرفة مغلقة وتم إجبارهم على تنفس غاز العادم الصادر عن سيارة (بيتل) .
ردود افعال على فضيحة شركات السيارات
وفيما أعلنت الحكومة الألمانية عن رفضها لمثل هذه التجارب وطالبت الشركات بالكشف عن كافة التفاصيل ، قال (ستيفن شيبيرت) المتحدث باسم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل أن “الاختبارات على القردة أو حتى على البشر لا يمكن تبريرها أخلاقيا بأي صورة”.
وأدانت شركات السيارات من جهتها هذه الاختبارات أيضاً ، حيث أصدرت شركة (دايملر) بياناً جاء فيه أنها فتحت تحقيقاً في هذه الحادث وقالت أن هذه التجارب “مثيرة للاشمئزاز ولا لزوم لها” .
كما أصدرت (فولكس فاجن) رداً على تقارير الصحافة الأمريكية جاء فيه أن “الأساليب العلمية التي تم اختيارها في ذلك الوقت كانت خاطئة ونعتذر بصدق عن هذا” وقالت أن الشركة “تنأى بنفسها بوضوح عن كافة أشكال الإساءة للحيوانات”
ويُذكر عزيزي القارئ أن شركة فولكس فاجن كانت قد تورطت في فضيحة استخدام بيانات مغلوطة عن معدلات العوادم المنبعثة من السيارات، حيث اعترفت الشركة في عام 2015، بتثبيت برامج “تحايل” في سيارات بالولايات المتحدة تظهر محركاتها أقل تلوثا مما هي عليه في الحقيقة.